ليبيا: حصار طرابلس يجبر "الإخوان" على تقديم التنازلات

طرابلس- وكالات: عزّز الجيش الليبي مواقعه بضواحي العاصمة طرابلس، وتقدمّ بشكل كبير نحو وسط العاصمة، بعد سيطرته على مناطق العزيزية ومعسكر اليرموك، كما دفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى محاور القتال، تزامناً مع تحركات سياسية وديبلوماسية تقودها ألمانيا تمهيداً لعقد مؤتمر برلين الشهر المقبل، الذي ستجتمع فيه كل الدول المؤثرة أو المتدخلّة في الأزمة الليبية، لبحث حلّ سياسي ينهي النزاع.
من جانبه، طرح رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، مبادرة لحلحلة الأزمة، تراوحت بين الحل العسكري والسياسي، قدّم من خلالها "الإخوان" تنازلات غير مسبوقة، مقابل خروج الجيش الليبي من العاصمة طرابلس.
وتعليقاً على "المبادرة" التي طرحت أول من أمس، رأى مراقبون أنها اعتراف بخسارة المعركة العسكرية ومحاولة منهم للخروج بأخف الأضرار بعد التقدم الميداني للجيش، مشيرين الى أنها من الصعب أن تحصل على دعم سواء داخلي أو خارجي.
وتقوم مبادرة المشري، وهو عضو في تنظيم "الإخوان"، على إنهاء المرحلة الانتقالية بعملية انتخابية وفق خطة زمنية واضحة، تعتمد على التئام مجلس النواب خلال شهر من إطلاق المبادرة، كما تتضمن تعديل المجلس الرئاسي وتكليف رئيس وزراء منفصل، واختيار شاغلي المناصب السيادية، على أن يتم إعداد وإقرار القوانين الخاصة بالانتخابات، وفقاً للاتفاق السياسي.
وعلى الصعيد الأمني، اقترح المشري وقفاً فورياً لإطلاق النار، وفقاً لضوابط أولها انسحاب الجيش الليبي من الحدود الإدارية لمدينة طرابلس الكبرى، وانسحاب كل القوات الموجودة في مدينة ترهونة، إلى جانب فرض حظر للطيران الحربي بأنواعه كافة بمساعدة الأمم المتحدة، واستيعاب عناصر التشكيلات المسلحة في الأجهزة الأمنية والعسكرية، وفق شروط ومواصفات محددة، وإصدار تشريع ينظم القوات المقاتلة، ويدعم قوة مكافحة الإرهاب، ويوحد المؤسسات الأمنية والعسكرية بشكل مهني.
وتعليقاً على المبادرة، قال المحلل السياسي الليبي يحيى المصراتي، إنها "تعبّر عن حجم الخسارة التي منيت بها الجماعات المتطرفة كالإخوان والقاعدة"، مضيفاً أن الخطة "ليست مبادرة بقدر ما هي تعبير عن حالة الخوف والهلع التي تعيشها هذه التنظيمات، وتخبّطها للبحث عن منقذ"، مشيراً إلى أنّهم اليوم "مستعدون لكل شيء، مقابل ألا يلاحقهم أحد، وأن تصبح جرائمهم طي النسيان".