ليس لنا شركاء

طلال السعيد

نحن متأكدون ان فرج الله، سبحانه وتعالى، قريب، وقديما قيل: "إذا اشتد البأس وكاد يستولي على النفوس اليأس أنزل الخالق عز وجل فرجه ليعتبر الناس، وليعلموا ان الله عز وجل لطيف بعباده"، كيف لا وهو الذي يقول في محكم كتابه (ان مع العسر يسرا) ويكررها للتأكيد ولتطمئن قلوبنا، فليس هذا الوباء الاول ولن يكون الأخير.
الامر الاخر الذي يجب ان يعلمه الجميع، ان ليس لنا شركاء في هذا الوطن، والمقيمون عندنا هم ضيوف، من لم يغادر منهم اليوم سيغادر غدا، وفي الوقت نفسه، نحن، بإذن الله، قادرون على إدارة الأزمة وحدنا، فقد وصل عدد المتطوعين الى عشرة آلاف، ولم يتم طلبهم حتى الان والمؤكد ان الرقم سوف يتضاعف عشرات المرات، إذا نادانا الواجب الوطني، وهاهم أبناؤنا في وظائفهم يواصلون الليل بالنهار للسيطرة على الوباء، فالإجراءات غير المسبوقة التي اتخذتها الدولة، بتوفيق من الله، حمت الوطن والمواطن، وكانت مثلًا يحتذى به حتى سارت دول الخليج على المسار الكويتي نفسه.
سوف تنجلي هذه الغمة بإذن الله، وسوف تعود الحياة الى طبيعتها السابقة بجهود ابناء الكويت وحدهم، وبتكاتفهم وتعاضدهم ووقوفهم خلف قيادتهم الحكيمة، فلسنا بحاجة الى منة احد ولسنا بحاجة الى مساعدة احد، وليس لنا شركاء في وطننا، اما من يريد المغادرة من الإخوة الوافدين فيجب سرعة السماح له، فالمطلوب في هذه الظروف رجيمًا قاسيًا، يخفض أعداد الوافدين، فلم تعد الأوضاع تحتمل التركيبة السكانية الحالية، ولعل هذه الأزمة تكون درسًا لنا لنعيد النظر في التركيبة السكانية قبل الأزمات المقبلة...زين.