الأحد 15 يونيو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

"ليش تخز" والمخدرات والطلاق تلقي بالشباب في دائرة الجريمة

Time
الثلاثاء 23 أكتوبر 2018
View
5
السياسة
الهادي : جرائم الشباب زادت في السنوات الأخيرة نتيجة غياب الوازع الديني

المسعود: مطلوب إنشاء مراكز تعمل على غرس القيم والفضيلة في نفوس الأبناء

العبدالله: تربية الخدم للابناء وانشغال الآباء والأمهات ساهما في تزايد النزعة الإجرامية

المهنى: 65 ألف حالة طلاق بين الكويتيين حتى منتصف العام 2018

البارون : جرائم الشباب نتيجة عدم الاستقرار النفسي الناتج عن الأمراض النفسية كالاكتئاب والانعزال والاضطرابات




تحقيق ـ ناجح بلال:


أكد عدد من المختصين والأكاديميين تزايد النزعة الإجرامية بين الشباب الكويتي في السنوات الأخيرة لاتفه الأسباب، مشيرين إلى أن جملة "ليش تخزني" أصبحت سببا لإراقة الدماء وإزهاق روح إنسان، الأمر الذي يستوجب إنشاء مراكز تعمل على تغذية الوازع الديني وغرس قيم الفضيلة في النفوس.
" السياسة" وفي مسعى منها لاستقراء الواقع حول تزايد معدلات الجريمة في أوساط الشباب، طرحت السؤال التالي على عدد من الأكاديميين والمختصين والمهتمين بالشأن العام، هل " أصبحت جملة "ليش تخز" سببا كافيا لإراقة الدماء، فاكد غير واحد أن تلك المقولة التي يتبادلها اصدقاء السوء ساهمت في زيادة الاجرام والعنف لدى شريحة الشباب، كما أن انتشار المخدرات في البلاد وتراجع مستوى التعليم زادا من حالات العنف لديهم، وفيما يلي التفاصيل:
بداية أكد المواطن محمد الهادي أن جرائم الشباب زادت في السنوات الاخيرة نتيجة غياب الوازع الديني، مبينا أن كلمات تافهة مثل ليش تخزني أدت لقتل شاب كويتي وجرح شقيقه كما حدث مؤخرا،داعيا في الوقت نفسه الى ضرورة السعي الجاد والممنهج لزرع قيم الفضيلة لدى الشباب من خلال المساجد والمناهج الدراسية.
ويرى الشاب الكويتي أمير المسعود أن مقولة "ليش تخزني" التي يتبادلها اصدقاء السوء ساهمت في زيادة الاجرام والعنف لدى شريحة الشباب كما أن انتشار المخدرات في البلاد وتراجع مستوى التعليم زادا من حالات العنف لديهم مما يحتم بضرورة إنشاء مراكز لتعمل على غرس القيم والفضيلة في نفوس الابناء.
ورأى ضرورة منع بيع السكاكين للشباب فضلا عن ضرورة وضع اجهزة لكشف الالات المعدنية في المراكز التسويقية والاماكن العامة التي يرتادها الشباب بصفة دائمة، لافتا الى ان وجود الالات الحادة يمكن ان ينهي اي شجار ولو كان عاديا بجريمة كما حدث مؤخرا.
ويذكر الشاب الكويتي فيصل العبدالله أن تربية الخدم للابناء وانشغال الاباء والامهات عن تربية الابناء ساهما في تزايد النزعة الاجرامية للمراهقين والشباب حتى وصل الامر لجرائم القتل كما حدث مؤخرا، حيث قتل شاب كويتي شابا لانه قال له "ليش تخزني" وكأن المجني عليه قام بضربه.
من جانبه، قال استاذ علم النفس في جامعة الكويت د.خضر البارون إن جرائم الشباب تأتي نتيجة عدم الاستقرار النفسي الناتج عن الامراض النفسية التي يصاب بها بعض الشباب كالاكتئاب والانعزال والاضطرابات النفسية خاصة وان الشباب المصابين بالامراض النفسية أكثر عرضة للاجرام، مما يحتم ان يتجه الاباء والامهات لعرض صبيانهم وفتياتهم على عيادات الطب النفسي في حالة ملاحظة الاضطرابات النفسية التي تأتي مصاحبة دائما بزيادة العنف خاصة وان علاج هذه الحالات ليس بالامر الصعب.
ويشير الخبير في العلوم الاجتماعية د.محمد المهنى الى أن ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع الكويتي خلف وراءه نحو65 الف حالة طلاق بين الكويتيين حتى منتصف العام 2018، لافتا الى ان تزايد معدلات الطلاق يسهم بشكل اساسي في انحراف بعض الشباب والفتيات.
وأوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا هى الاخرى في تفكيك اواصر المجتمعات بل ان نشر حوداث العنف في الفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي أدى لتحفيز بعض الشباب الذي يعاني من التفكك الاجتماعي على الجنوح نحو العنف ومن ثم الجريمة.
ونصح د.المهنى مؤسسات المجتمع المدني بضرورة تكثيف الندوات والملتقيات التي تركز بصفة اساسية على تحصين الشباب من الوقوع في العنف وكل ما يؤدي الى الانحراف بشكل عام.
واعتبر رئيس المنظمة الاسلامية العالمية لحقوق الانسان المحامي مبارك المطوع أن الامر ليس بحاجة لتغليظ العقوبات بل بحاجة لإعادة الوعي والرشد في نفوس الابناء كما كنا في السابق.
ولفت الى ان جرائم الشباب كجريمة الافنيوز التي راح ضحيتها طبيب لبناني والجريمة الاخيرة التي راح ضحيتها شاب كويتي مؤخرا وغيرهما من الحوادث الاخرى الشبابية أتت نتيجة ضعف هيبة القانون في نفوس الابناء.
من جانبه أكد الكاتب الصحافي عبدالله الهدلق أنه لا يكاد يمر يوم إلا ونقرأ أو نسمع أو نشاهد خبر جريمة قتل أو سطو مسلح أو سرقة أو انتحال صفة رجال الأمن والمباحث أو الاتجار بالمخدرات والمسكرات وتعاطيهما وغير ذلك من الجنايات والجرائم.
واشار الهدلق الى ان السجلات الرسمية لإدارة الاعلام الأمني في وزارة الداخلية أثبتت ازدياد عدد الجرائم والجنايات وتصاعد منحنياتها خلال السنوات العشر الماضية مما يدق ناقوس الخطر في بلد يمثل المقيمون فيه بصورة قانونية أو غير قانونية أضعاف الكويتيين.
ولفت الهدلق الى ان المحللين النفسين والقانونيين وعلماء السلوك والباحثون في علم الاجرام يختلفون في اسباب وبواعث النزعة الاجرامية لدى الافراد والظروف التي تساعد على انتشار الجريمة وتفاقمها في مجتمع ما أو في بلد معين دون غيره، مشيرين الى انهم رغم اختلافهم يجمعون على أربعةِ أسباب مع اختلاف أولوياتها لديهم وهي انتشار السلاح وسهولة الحصول عليه وعدم تشريع مواد رادعة وقاسية في قانون الجزاء ولاسيما في الجرائم الجسيمة وعدم تنفيذ الاحكام الصادرة من المحاكم الجزائية في جرائم النفس والعرض والمال على الرغم من مرور سنوات طويلة على صدورها كما أن التركيبة السكانية ساهمت في خلق بيئة حاضنة للجريمة المنظمة .
وبين الهدلق أن التركيبة السكانية في الكويت تعتبر غريبة وفريدة وتتكون من خليط من جنسيات متعددة وثقافات مختلفة وانماط سلوكية غير متجانسة حولت الكويتيين إلى أقلية في وطنهم وساهمت في خلق بيئة حاضنة للجريمة المنظمة تترعرع فيها كل اشكال السلوكيات الاجرامية وصنوف الجنانيات القادمة من الخارج. وفي دراسة للخبير الدولي في مجال مكافحة المخدرات د.عايد الحميدان بين فيها أن استعمال المخدرات يؤدي لزيادة معدلات الاجرام كما أن تلك الافة من اكبر عوامل التفرقة وتفكك وحدة المجتمع خاصة وانه كلما زاد الفرد من اساءة استعمال المخدرات زاد الاضطراب السلوكي.
وبين د.الحميدان ان زيادة العنف لدى الشباب من اهم اسبابها تزايد معدلات الادمان، لذلك يجب ايجاد وسائل جذب للشباب لتفريغ طاقات الشباب في اعمال مثمرة وايجاد وسائل ترفيه مناسبة ومنظمة لقضاء وقت الفراغ غير المستغل وتنويع الانشطة الترفيهية حسب الميول مع اهمية ايجاد مؤسسات ونواد رياضية وثقافية وعمل ندوات ومسابقات دينية واجتماعية واسرية وفردية لبث روح الترابط وجذب اعمال مفيدة
وزيادة الرقابة والتشديد على المنافذ الحدودية وزيادة عدد قواتها وتزويدها بالاجهزة والمعدات اللازمة لمحاربة هذه الافة.
آخر الأخبار