الاثنين 30 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ليغلب الحب الكراهية
play icon
كل الآراء

ليغلب الحب الكراهية

Time
السبت 12 أغسطس 2023
View
154
سامي العنزي

النفس البشرية خلقها الله سبحانه وتعالى؛ وجعل جبلة فيها التفاعل ايجابا وسلبا، فبالفرح والسعادة ايجابا، وسلبا في حال الخوف ومواجهة ما تبغضه هذه النفس الانسانية.
بعض هذه التصرفات الجبلية لا شك تجلب على صاحبها الخير في حال الفرح والسرور والتفاؤل، كما اسلفنا، والعكس صحيح لا شك؛ وبخاصة اذا ما ضعف هذا الإنسان، إيمانياً وتربوياً.
ذكرنا التسامح في مقالات سابقة، واليوم نحن بصدد الانتصار على الكراهية، والتي هي من المشاعر السلبية؛ بل الغليظة سلباً، والمؤذية لصاحبها قبل غيره.
لانعني بالكراهية هنا لحظة الغضب بسبب فعل ما من المقابل ثم حصول ردة فعل غضب آني وينتهي! لكن اعني الكراهية ذات الرواسب؛ ومن ثم تكون مشاعر الكره والحقد، والمكائد فاعلة، وهي من يسيّر ويجيّر صاحبها، تفكيراً، وتحركاً وتخطيطاً في السوء، والعمل به كيداً للمقابل.
الكراهية شعور خطير لا يتشرب إلا في النفس الانسانية الضعيفة، ركيكة التربية عقيدة، فتهمش الكراهية في هذه النفس العقل وما هو إيجابي! ومن ثم تكون القائد لتصرفات هذا الانسان.
وطبيعي إذا تمكنت من روح الإنسان تحلل له ما لا يتوقع من محرمات، وتفسد عليه دنياه واخرته! وتجده دائما يقدم سوء الظن على حسن الظن في العباد والبلاد، نسأل السلامة والعفو والعافية.
وهذا النوع من الناس يجب عليها التمسك بتعاليم الدين لانتشال انفسهم وعقولهم من هذا الوحل البغيض، ووضع قول الله تعالى "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقّاها إلا الذين صبروا ولا يلقّاها إلا ذو حظ عظيم" نصب أعينهم بفهم دقيق وعميق.
في حال انتشار الكراهية بين الناس، تهدم المجتمعات، وتتفاقم العنصرية، وتتلاشى المحبة والتسامح، وينتشر تبادل الجريمة، وسوء الظن استباقا، ومن ثم سوء الادارة والتصرفات.
في مجتمع الكراهية يُفتقد "الحظ العظيم"، نعم، وحينها لا ترى إلا صورة لقوله تعالى "هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ❊ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ❊ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ❊ وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ❊ هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ❊ قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ❊ قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ".
هذه الحالة الاخروية نكاد نراها تتجسد حينها في مجتمعات الفساد، وتبادل الكراهية، والحقد، والتباغض العنصري.
نسأل الله تعالى السلامة والعفو والعافية، ونسأله ان يجعل روح الحب والتواد وعمل الخير بيننا دائماً وابداً، برحمته التي وسعت كل شيء؛ وما نحن الا شيء من خلقه جل جلاله.
إعلامي كويتي

سامي العنزي

آخر الأخبار