ليلة العفو والعتق من النار

* المراكز الرمضانية امتلأت بالمُصلين وتباهت المساجد وساحاتها بالقلوب العامرة بالتقوى
* مسجد بلال بن رباح ضاعف الجهود والتنظيم وعَمُرت قاعاته الست ومصليات النساء

كتب ـ عبدالناصر الأسلمي:

تلألأت مساجد الكويت بأنوارها، وازدهت بروادها الذين التمسوا ليلة القدر في ذروة ليالي شهر رمضان المبارك، ليلة الـ27، حيث امتلأت جنبات المساجد في أنحاء البلاد، وتباهت بدموع المؤمنين التي انهمرت غزيرة، بقلوب تهفو لعفو الرحمن، تسأله الرحمة والغفران، والعتق من النار.
ومع دخول ليلة السابع والعشرين وبلوغ نور العشر الأواخر قمته، تألقاً وروعة، ازدان مسجد الدولة الكبير بأنوار الخشوع والتقوى، وامتدت ساحاته لتستوعب ما يربو على 65 ألف مصل، تجمعوا في خشوع وسكينة، بعد أن سعوا إلى المسجد الكبير منذ ساعات الليل الأولى، للحصول على موضع قدم بين صفوف المصلين، التي امتدت إلى الساحات الخارجية المحيطة والقريبة من المسجد الكبير.
واصطفت حشود المصلين في مشهد مهيب، لم نشهده طوال السنوات الثلاث الماضية بسبب تداعيات جائحة كورونا،
لأداء صلاة القيام التماساً لليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، متوجهين إلى الله بقلوب خاشعة، يحدوهم الأمل ويتمنون، على الله أن يكونوا ممن شملهم الله برحمته ومغفرته، وأنَّ يكونوا من عتقاء هذا الشهر الفضيل.
ومن جانبه، أشاد مدير إدارة المسجد الكبير علي شداد بما قامت به اللجان المنظمة وفرق المتطوعين في هذه الليلة وفي سائر ليالي رمضان المبارك، معرباً عن الامتنان والتقدير لما أبدوه من تنظيم وتيسير على المصلين، لدرجة أن أحداً منهم لم يشعر بالزحام رغم كثافته.
وإذ لفتَ شداد إلى أنَّ جميع الخدمات والوسائل الضرورية، كانت متوافرة لراحة المصلين في ليلة الـ27 كما في سائر ليالي رمضان؛ قال "نحن في إدارة المسجد الكبير كنا ومازلنا على جهوزية تامة، حيث استقبلنا في ليلة الـ27 بنجاح نحو 65 ألف مصل، دون أي مشكلات أو معوقات تذكر.
وأوضح أن القارئ أحمد النفيس أمّ المصلين في الركعات الأربع الاولى، فيما كان القارئ مشاري العفاسي إماماً للمصلين في الركعات التالية وصلاة والوتر.
وأضاف أن جموع المصلين ملأت جنبات المسجد الكبير الرئيسية، فتم فتح ساحات المسجد الداخلية والساحات والطرق المجاورة حتى امتدت الصفوف الى الطريق العام نهاية الدائري الأول مقابل ساحة البورصة، وأيضاً مكتبة البابطين، مبيناً أنَّه تم فرش هذه المساحات بالكامل، من أجل راحة المصلين.

مسجد بلال بن رباح
وفي الليلة نفسها، قصدت أفواج المتهجدين مسجد بلال بن رباح في مشهد بديع يسر الناظرين، وتوافد آلاف المتهجدين الذين جاؤوا من كل صوب وحَدَب لأداء صلاة القيام، وامتلأ المسجد وقاعاته الست الملحقة، ومصليات السيدات عن آخره، وتم تجهيز الساحات الخارجية للرجال والنساء لاستيعاب الاعداد الغفيرة التي جاءت التماساً لليلة المباركة.
وأكدت اللجنة المشرفة على إدارة المسجد قيامها بجهود مضاعفة لتوفر أسباب الراحة للقائمين والمتضرعين والركع السجود، حيث جُهزت قاعات المسجد وساحاته الخارجية والمنطقة المحيطة به بكل ما يلزم المصلين من خدمات.
ونصبت اللجنة المنظمة خياماً متعددة زودتها بأفضل خدمات الضيافة، وأماكن تحتوي على مقاعد لكبار السن، كما حرصت اللجنة على أن يؤم المصلين ثلة مختارة من الأئمة والقراء المجيدين الذين يتمتعون بحسن الصوت ودقة الأداء، لينعم المصلون بأجواء إيمانية.
وأكدت اللجنة أنها بذلت جهدها لتقديم أفضل خدمات الضيافة لرواد المسجد من خلال هذه الليلة وسائر ليالي الشهر الفضيل، بإقامة الخيام الرمضانية، فضلاً عن توفير الكوادر البشرية المدربة التي تمتاز بمهنية عالية، للقيام بخدمة التنظيم والمساعدة للمصلين، وتهيئة المداخل والممرات المؤدية للمسجد من خلال توفير عدد كبير من سيارات "جولف"، إضافة إلى لوحات اسرشادية مضيئة، وخدمات لكبار السن وأصحاب الهمم.
وقالت اللجنة إنَّه وبفضل المتابعة والإشراف اليومي من قبل رئيس وأعضاء اللجنة المنظمة للمسجد، وطريقة العمل بروح الفريق الواحد، باتَ مسجد بلال بن رباح مقصداً مفضلاً لكثير من المؤمنين خلال الشهر رمضان.















حضور أمني لافت

كان لوزارة الداخلية حضور أمني مميز في ضبط المرور حول المسجد الكبير وسائر المساجد، ولا سيما في ليلة الـ27، وقال مدير إدارة المسجد الكبير على شداد إن عناصر الداخلية قاموا بجهود مميزة، كما قاموا بتوجيه المركبات فضلاً عن الناحية الأمنية، معبراً عن شكره لوزارة الداخلية وكافة منتسبيها، ولإدارة الإطفاء العامة والدفاع المدني والهيئة العامة للشباب والرياضة.


الهلال الأحمر

ساهم متطوعو جمعية الهلال الأحمر بشكل متميز خلال ليلة الـ27، حيث دأب عناصرها على مساعدة حشود المصلين الذين توافدوا إلى المسجد الكبير، ولا سيما من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقاموا بتوفير كافة احتياجاتهم، ومساعدتهم على التنقل، تيسيراً لمشاركتهم في أداء الصلاة.


مشاركة نسائية

وفيما يتعلق بمشاركة العنصر النسائي، قال علي شداد: من خلال ترتيبات إدارة المسجد الكبير، كان هناك تعاون مع عدة جهات، وكان للجنة المسجد النسائية دور متميز بما تمتلك من خبرة وإدارة للحشود، وإدارة للانشطة، ومتابعة للأعمال داخل المسجد وخارجه، فضلاً عن توجيه المصلين، منوهاً بمشاركة عدد كبير من المتطوعات.


قراء شباب

شارك عدد من القراء الشباب في إحياء ليالي رمضان، في بعض مساجد البلاد، وفي ليلة الـ27 أمَّ المصلين في مسجد إدارة الدراسات الإسلامية بمحافظة الفروانية القارئ الشاب محمد عاطف، حيث أدَّى المصلون صلاتهم في سكينة وخشوع.