ليلة القبض على اريج

حسن علي كرم

مع اطلالة الخيوط الاولى من صباح امس تفاجأنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي باستدعاء كاتبة المسلسلات التلفزيونية الاشهر، والمثيرة للجدل، والتي انفردت بافكار غير تقليدية السيدة اريج حمادة للمخفر، اما التهمة فهي تعرضها لما سميت "وثيقة القيم"!
ماذا يعني ان تتعرض اريج او اي شحص اخر للاستدعاء من المخفر، وايداعها النظارة، بلا قضية وبلا مسوغ او مفهوم قانوني؟
"وثيقة القيم" التي على اساسها تم ايداع المعنية-اذا صدقت - ماذا تعني لوزارة الداخلية وللجهات القانونية؟ لاشيء، وتستطيع تلفها وان يشرب المعنيون ميتها.
الوثيقة اذا كانت اصدرتها مجموعة الاسلامويين ابان انتخابات الامة 2022، واخذوا على ضوئها تعهدات والتزامات تم بموجبها منح اصوات الاسلامويين واتباعهم، فهي ليست قانونية ولا هي موثقة في المحاكم، ولا الحكومة اعترفت بمضمونها، ولا كسبت اصوات وتأييد المواطنين، وتحديداً الناخبين، وعليه حتى الذين وقعوا على الوثيقة وترشحوا للانتخابات كثير منهم فشل، اذن اذا صح اعتقال المعنية لمجرد قضية باطلة بحكم القانون، فهذا يعني تعسفا واسلوبا بوليسيا مرفوضا، في بلد يسوده القانون والدستور والاعراف الاجتماعية.
هنا يثور سؤال: ما حقيقة الحكاية وصدقية الاستدعاء، والايداع في غرفة الانتظار، وهل هناك قضية غير تلك المزعومة، فالكاتبة مثيرة للجدل، وكل اعمالها لا تناسب عمرها، فقد تطرقت الى احداث تسبق سني عمرها، كـ"اسرة محمد علي"، و"دفعة القاهرة" و"دفعة بيروت"، و اخيراً "دفعة لندن" التي اثارت زوبعة لا يزال غبارها غير مستقر.
نحن، واقول نحن، لان هناك الكثير من مشاهدي اعمال الكاتبة قد اثارتهم مشاهد ومواقف واحداث لا تنسجم مع الواقع، وزمن حدوثها، وبخاصة انها وضعت او اعادت شعبي الكويت والعراق الى زمن يتمنى الشعبان ان يتم مسحها من سجلات الزمن ومن نفوس الشعبين،اذ ان الاحداث الدرامية كانت مستفزة ومزعجة، ولم ترد في سياق احداث تاريخية.
اريج ليست مجبرة لتثير حولها الغبار، فيما تستطيع ان تستقر في مكتبتها وتحتسي قهوتها وتجمع شتات افكارها، وتكتب بكثير من الواقعية، ومن ثم تكسب اعجاب الناس.
كما ان الرأي ليس تهمة، والمواقف الدرامية التي ربما لا تعجبني فقد تعجب الاخرين، واستدعاء او ايدعاء اريج مهما كانت الحقيقة تبقى مرفوضة، ما لم تكن هناك امور قد اخفيت عن المتابعين!

صحافي كويتي

[email protected]