"ليلة وفاء" رائد المسرح فؤاد الشطي... ثرية

كتب - فالح العنزي:

استرجع كل من المخرج المسرحي أسامة فؤاد الشطي وشقيقه ّرئيس فرقة "المسرح العربي" أحمد فؤاد الشطي شريط ذكريات ومسيرة والدهما الراحل رائد المسرح وأحد أهم المسرحيين الذين أثروا الحركة الفنية في الخليج والمنطقة العربية، مسيرة فؤاد الشطي الحافلة بالنجاحات استحضرت الزمن الذهبي للفن الكويتي، ومحطات كثيرة شكلت نقطة تحول وانعطاف في حياته الأسرية والفنية والإخراجية.
تطرق كل من أسامة وأحمد، إلى أحاديث والدهما عن طفولته وكيف كان يصفها لهم عندما يأخذه الشجن نحو الماضي، تشكلت شخصيته نتيجة ما كان ينهله من اخوانه الذين يكبرونه سنا، صفات مختلفة من الأخلاق والثقافة والجرأة والعلم، هنا تكونت شخصيته منذ صغره، ثم بدأ شغفه وحبه للفن والمسرح يسيطر على شخصيته الفذة، التي مرت بمراحل عاصفة في حقبة زمنية أصعب في ظل مجتمع كان آنذاك متحفظا على مهنة الفن والفنانين، لكن دخول فؤاد الشطي، عالم الفن لم يكن بالصدفة بل باصرار ذاتي منه، حيث خاض أول تجربة تمثيلية له وهو في الثالثة عشرة من عمره.
ويمضي الأبناء في استرجاع شريط ذكريات الأب، ومسيرة أحد أضلاع فرقة المسرح العربي، التي ترأسها لاحقا وما تضمنته الفرقة من شعارات قامت عليها من وحدة عربية بوجود الفنان الرائد زكي طليمات، وما دل عليه ذلك من تعلق والدهما بالسياسة، هذه التفاصيل استمتع بها مشاهدي برنامج "ع السيف"، الذي عرض حلقة خاصة تعنونت بـ "فؤاد الشطي لحظة وفاء لرائد المسرح العربي".
وعاد كل من الفنانين أسامة وأحمد الشطي، بما أسعفتهما ذاكرتيهما عن التحاق والدهما بمعهد الدراسات المسرحية في العام 1963، وتحوله من هاو إلى محترف، حيث كانت بدايته مع مؤسس الحركة الفنية في الكويت المسرحي الراحل زكي طليمات، وما أعقبه من بروز لافت له، قبل أن يبتعد لاحقا في بداية السبعينات لمدة تجاوزت السنوات ومن ثم عودته من الخارج، وكانت هذه العودة "رومانسية" بحسب وصف ابنه أحمد، حيث انتهت بلقاء والدهما بوالدتهما الإعلامية والكاتبة والمخرجة المسرحية سعاد حسين وتزوجا وكان لهذه الزيجة انعكاسة كبيرة على شخصية أبنائه أسامة وأحمد وأوس، إداريا وفنيا.
ولم يخف ضيفا "ع السيف" مشاعرهما وهما يتحدثـــــــان عن صرامة المخرج فؤاد الشطي، في المسرح وحنانه كأب في المنزل، هذه القياديـــــــــة والخبرة جعلتهما يحرصان على أخذ مشورته كلما دار حوار ينتظران منه حزم القائد وعاطفة الأب.
وتضمنت الحلقة، التي قدمها الثنائي سعود بوشهري وحصة اللوغاني، الكثير من الفيديوهات المسجلة وكلمات رفقاء دربه من الفنانين أمثال حياة الفهد، سعد الفرج، مريم الصالح وغيرهم.
وذكر المخرج أسامة، ان بداية والده كانت على خشبة المسرح مع فرقة المسرح العربي، وتحديدا من خلال التمثيل في مسرحية" كويت سنة 2000"، ومن ثم توالت عليه الأعمال، قبل أن تتشكل شخصيته مخرجا مع أول عمل له في مسرحية "سلطان للبيع" في العام 1976 للكاتب توفيق الحكيم، وهذه كانت نقطة البداية من ممثل إلى مخرج كانت ميوله واضحة نحو ما عرف بالمسرح السياسي وما يحمله من ايدولوجية لها أثرها على المنطقة العربية، خصوصا نصوص الكاتب سعدالله ونوس في مسرحية "رحلة حنظلة" ومن أشهر مسرحياته "فرحة أمة"، التي شكلت فرقا كبيرا في تاريخ المسرح الكويتي وعرضت في العام 1985، بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة الخليجي وعوامل نجاحها المختلفة، إلى جانب مسيرته التي تضمنت إخراجه لمجموعة من الأوبريتات من أهمها أوبريت "والله زمن" من تأليفه واخراجه. كما أخرج تلفزيونيا العديد من البرامج والمسلسلات في أواخر الستينات، وكان أول عمل له مسلسل "شرباكة".
اسهامات الفنان الراحل فؤاد الشطي كانت عربية ودولية، حيث قدم مسرحياته في العديد من الدول العربية منها مصر، الأردن، العراق وتونس، أما دولة الامارات العربية فقد لعب فيها دور كبير مع فرقة مسرح الشارقة الوطني، وقدم معه مسرحية "هالشكل يا زعفران"، قبل أن ينتخب كأول عربي عضو في المكتب التتفيذي للهيئة العالمية للمسرح، ومقرها باريس لثلاث دورات متتالية. أما مسك ختام مسيرة فؤاد الشطي المخرج على لسان أبنائه فكان العام 1997 وتحديدا من خلال مسرحية "جنون البشر" ومن ثم قرر التوقف والتفرغ للعمل الاداري.
وتحدث أحمد فؤاد الشطي، عن ملازمته لوالده خلال ترؤسه لفرقة المسرح العربي واستمراريته في اتباع ذات النهج في إدارة الفرقة التي ترأسها من بعد رحيله، وشكر أحمد كل سعى وطالب بإنشاء صرح مسرحي باسم والده معددا مناقب والده الفنية وأعماله الخالدة وعطاءه اللامحدود في رفعة اسم الكويت.


هدى حسين: عمو فؤاد كان يستمتع بسماع صوتي

شاركت النجمة المتألقة هدى حسين، بمداخلة هاتفية ذكرت فيها: "عمو فؤاد كان الأب والمعلم، أثر في شخصيتي وصقل موهبتي كفنانة بشكل كبير، تعلمت منه كيف أقف على خشبة المسرح ومواجهة الجمهور، وتعلمت كيف يكون الفنان حقيقيا في رسالته وأخلاقه وتصرفاته، مشيرة الى أن هذا الإرث الفني الحقيقي هو من جلب إليها نجاحاتها المتكررة وآخرها نجاح مسلسلها الجديد "كف ودفوف"، وقالت: هذا ما غرسه فؤاد الشطي من تعليم في، كيفية الوقوف أمام الكاميرا واختيار الأفضل، عمو فؤاد كان يستمتع بسماع صوتي ويطالبني دوما بأن أغني له.