"م7824" ثورة في علاج الأورام السرطانية

كشفت صحيفة "دي فيلت" الألمانية عن دواء جديد تجري حاليا التجارب عليه ربما يؤدي الى ثورة في علاج الاورام السرطانية، ووفقا لما نقلته صحيفة "ايلاف" الالكترونية فإن الدواء "م7824" هو عقار جديد سيُحدث نقلة نوعية في العلاج المناعي للأورام من خلال تحفيز الخلايا المناعية في الجسم.
وكان كشف عن هذا التطور الجديد بيلين غاريو، من إدارة شركة "ميرك" الألمانية لصناعة الأدوية، وقال ان: "الدواء "م7824" المناعي الذي يتم تطويره بالتعاون مع شركة "جي اس كي" البريطانية يعول عليه ليس في علاج الأمراض السرطانية البسيطة فقط، إنما في علاج الأمراض الخطرة، مثل سرطان الرئة والامعاء والكلية".
اضاف: "أن العقار يمر بمرحلة التطوير في مختبرات شركة "ميرك"، لكن العلماء بحاجة إلى سنوات أخرى قبل طرحه في السوق، وهم متفائلون بتأثيره الذي يحفز الخلايا المناعية في الجسم على مقارعة الخلايا السرطانية". واكد "أن العقار تمت تجربته حتى اليوم على مئات المرضى المعانين من الأمراض السرطانية".
يعود الفضل في تطوير هذا النوع من العلاج إلى الأميركي جيمس ب. أليسون الذي نال جائزة "نوبل" للطب في عام 2018 بفضل إنجازاته في هذا المجال.
ويعتبر أليسون "والد" العلاج المناعي، إلى جانب شريكه في الجائزة العالم الياباني تاسوكو هاينو؛ إذ اكتشفا سر عجز الجهاز المناعي عن قتل الخلية السرطانية من جهة، وفاعليته في قتل الجراثيم التقليدية، وتوصلا إلى أن الخلية السرطانية تصنع بروتينات محددة وتزرعها على غلافها الخارجي، وتعمل هذه البروتينات على شل الجهاز المناعي وجعله عاجزًا عن إحداث أي ضرر لهذه الخلية.
ولقد نجح العالمان في السنوات العشر الماضية في تطوير علاجات تستهدف هذه البروتينات وتجعلها غير فاعلة، وبذلك، فهي تحرر الجهاز المناعي من السلاسل التي تكبله وتطلق قدرته على التعرف على الخلية السرطانية كخلية غريبة وعدوة فيهاجمها ويقتلها.
في السياق ذاته ورد في تقرير نشرته مجلة "الطبيب الألماني" أن عقار "م7824" بروتين انصهاري ثنائي الوظيفة يقطع إشارات عاملي كبح جماح الجهاز المناعي، وهما "PD-L1 وTGF-beta-Trap".
وتجري تجارب المرحلة الأولى على الدواء الجديد في مختبرات "ميرك" حاليًا، وفي المرحلة الثانية في العلاج الأساسي لسرطان الرئة المسمى "سرطان الخلايا الصغيرة".
تم حتى اليوم تجربة هذا العقار على 700 مريض يعانون أمراضًا سرطانية مستعصية. ويفترض أن العقار يهاجم البروتينات التي تزرعها الخلايا الخبيثة على الخلايا المناعية، ومن ثم يعاود تحفيزها لقتل الخلايا السرطانية.
في الوقت ذاته، "يصطاد" عقار "م7824" المناعي مادة "TGF-beta" التي تكبح جماح نظام المناعة الجسدي بدورها، وتساعد الخلايا السرطانية على النمو وبناء أذرعها. وهذا هو سر تسميته بالبروتين الانصهاري ثنائي الوظيفة.
كما تواصل شركة "ميرك" تجاربها على أنواع عدة من الأمراض السرطانية الأخرى، بينها سرطان الرئة (القصبات)، وسرطان الكلية والخصيتين والمعدة.
وقال غاريو: "إن عقار "م7824" يفتح آفاقًا جديدة وأملًا لمرضى الأمراض السرطانية المستعصية على العلاج". وعبر عن ثقته في أن يؤدي الشريكان، الألماني والبريطاني، دورًا رائدًا في علاج السرطان المناعي مستقبلًا. ويعود الاتفاق بين الطرفين إلى ارتفاع كلفة البحث العلاج.
الجدير بالذكر أن فرع "ميرك" الأميركي طرح عقار "كيترودا" المناعي في السوق لمكافحة أنواع الأمراض السرطانية البسيطة، وحقق أرباحًا قدرها ستة مليارات دولار.