الدولية
مأساة طبيب العيون لي ون ليانغ مكتشف انتشار المرض... والمستشفى السجن
السبت 08 فبراير 2020
5
السياسة
بكين- وكالات: تبدأ القصة مع بداية ظهور فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان بالصين في ديسمبر الماضي، اذ كان طبيب العيون لي ون ليانغ (34 عاما) الذي يعمل في مستشفى ووهان، أول من بلغ عن ظهور الفيروس في ووهان، عاصمة مقاطعة هوبي أواخر ديسمبر، وأبلغ لي مجموعة من الأطباء على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية وعبر منصة الرسائل "وي تشات" أنه تم التأكد من وجود صلة بين سبع حالات من متلازمة "سارس" وبين سوق للأطعمة البحرية في ووهان، يعتقد أنه مصدر الفيروس.ونشر لي صورة لنتائج تحليل تؤكد وجود فيروس كورونا، الذي يشبه"سارس" في عينة أحد المرضى، وأرسل لي رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي، وحذر فيها من فيروس "كورونا" الجديد، مما أثار غضب الشرطة، وفي الثالث من يناير الماضي، أُجبر لي على توقيع خطاب قال فيه إنه ألحق "أضرارا كبيرة بالنظام العام"، وجرى تهديده بتوجيه اتهامات له.وانتقدت المحكمة العليا الصينية شرطة ووهان لمعاقبتها أول "المروجين للشائعات"، معتبرة" أن الأزمة ما كانت لتصبح بهذا السوء لو صدق الناس تلك (الشائعات) في ذلك الحين". في الأول من فبراير الجاري، قال لي على موقع "ويبو" إن نتائج التحاليل التي أجريت له أكدت إصابته بفيروس كورونا، ويُعتقد أنه أصيب في يناير الماضي بعد علاجه مريضا بالغلوكوما دون معرفته أنه كان يحمل الفيروس، وبعد منتصف ليل اول من امس، اعلن مستشفى ووهان المركزي، حيث عمل لي، إنه في حالة حرجة، وبعد ذلك بنحو ثلاث ساعات، أكد وفاته، وقال: "لم تنجح الجهود الشاملة لإنقاذه، نحن نأسف بشدة ونشعر بالحزن على الخسارة". وكان لافتا أن وسائل إعلام رسمية، مثل تلفزيون "سي سي تي في" الوطني وصحيفة "غلوبال تايمز"، قد أعلنت عن وفاة لي مساء الخميس الماضي، قبل أن تسحب الخبر، ومن دون انتظار تأكيد بأن الطبيب فارق الحياة، أعربت منظمة الصحة العالمية من جهتها عن حزنها.ويرى البعض أن وفاة لي تشكل انعكاسا لحالة الفوضى التي تعمّ مستشفيات ووهان مع تدفق المرضى إليها، وأقر مسؤول رفيع يوم الخميس الماضي بأن الطواقم الطبية لم تعد كافية، وأنها تفتقر لمعدات وقاية من الفيروس.وتعرضت حكومة ووهان لانتقادات لما اعتبره كثيرون فشلا في الكشف المبكر عن شدة المرض الجديد، مما أدى إلى مزيد من الإصابات بين الطواقم الطبية والعامة، ولم تكشف بكين أي بيانات بشأن عدد العاملين في القطاع الطبي الذين أصيبوا بالفيروس الجديد.من جهته، قال الكاتب تشن قوانغ تشنغوفي تقريره الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية: إن الحزب الشيوعي الصيني أثبت مرة أخرى أن الاستبداد أمر خطير، ليس فقط على حقوق الإنسان، إنما أيضا على الصحة العامة. وأظهرت مقاطع الفيديو جثثا ملقاة في الشارع أو منقولة خارج المنازل، وشاحنة تحمل ثمانية أكياس جثث تنتظر نقل الموتى من المستشفى إلى المحرقة، وصفوفا من الناس المتسللين عبر أجنحة المستشفى في انتظار الاختبار والتسجيل، حيث يتسبب كل سعال وسط الحشد بتراجع الناس لا إراديا، ويجلس عشرات آخرون في غرفة انتظار، مثبتين أيديهم بأكياس محلول وريدي متدلية بشكل خاطئ من السقف وكأنها قنديل بحر عائمة في حوض سمك.ويزعم الكاتب أن مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني يحرصون على منع الذين مرضوا من مغادرة منازلهم بإبقاء أبوابهم موصدة، وترفض المستشفيات والعيادات معالجة الناس لأنهم لا يستطيعون الدفع (رغم الوعود الرسمية للرعاية المجانية)، ليعودوا بذلك إلى منازلهم للعناية بأنفسهم وعائلاتهم أو للاستسلام للمرض بمفردهم.ودون التشخيصات المعتمدة، لن تحتسب هذه الوفيات في إحصاءات الحزب الشيوعي الصيني الرسمية حول المرض الجديد.ويلفت الكاتب إلى قرار الحزب الشيوعي الصيني بشأن بناء مستشفى جديد يهدف إلى مكافحة الفيروس خلال عشرة أيام الذي أثار ضجة هائلة، حيث وعدت السلطات بتوفير ألف سرير جديد بعد تفشي العدوى وإصابة أكثر من عشرين ألف شخص، لكن البعض شبه المبنى بالسجن، حيث لا تفتح الأبواب فيه إلا من الخارج، وهي تحتوي فتحات صغيرة جدا، أما النوافذ فعليها قضبان حديدية.