مؤتمر الحكومة الصحافي... انحيازٌ مفضوح

استبشرنا خيراً كما الكثيرون غيرنا بإعلان الحكومة عزمها عقد مؤتمر صحافي لاطلاع المواطنين على تداعيات فيروس "كورونا" وإجراءاتها لمحاصرته وتحصين البلاد منه، تعزيزا لنهج الشفافية، لكن البُشرى تحوَّلت خيبة بسبب ما حدث خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس جهاز التواصل الحكومي والناطق الرسمي باسمها طارق المزرم، امس، إذ اثار الاستياء وترك غصة في حلوق الكثير من الصحافيين الذين حضروا لتأدية عملهم، نتيجة مجموعة من الاسباب التي تُشكل مخالفات صارخة لقواعد وأصول العمل الاعلامي وتصور الحكومة موظفة عند بعض وسائل الاعلام.
• على رأس تلك الاسباب عدم الالتزام بالمواعيد المحددة سلفا‘ إذ أُبلغ الصحافيون ان المؤتمر سيعقد في الثالثة عصرا لكنهم فوجئوا بتأجيله ثلاث ساعات كاملة، وهي بداية لم تكن موفقة.
ــ عندما بدأ المؤتمر الصحافي سُمح لممثلي صحيفتين وقناة فضائية فقط دون غيرها بتوجيه الاسئلة، دون باقي الصحف ووسائل الاعلام، الذين بدا وكأن دعوتهم كانت "خطأ" أو أنهم دعوا لاستكمال "الشو" فقط!
ــ حاولنا كما حاول غيرنا مرات ومرات الحصول على الكلمة لتوجيه سؤال الى المزرم ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح لكن دون جدوى، رغم ان المكلف بذلك اعطى الكلمة اكثر من مرة لصحافيي الجريدتين ما يعكس حالة من التمييز الفاضح والفادح، وهو مسلك غريب من جانب من أنيط به تمثيل الحكومة.
ـ في الوقت الذي تجاهل فيه المزرم حقنا في السؤال والنقاش سمح لممثل احدى الصحف بطرح اسئلة تتعلق حصريا بالمصالح التجارية لأحد رجال الاعمال، وكأنه حضر لهذا الغرض وليس لتأدية مهمة صحافية.
في الختام خرج أغلب الصحافيين متأسفين لهذا النهج الحكومي الغريب، ولسان حالهم يقول: "ليتنا لم نحضر أو ليت المؤتمر لم يُعقد"!