طلال السعيدمن دون شك ظهر أن سمو رئيس مجلس الوزراء في مؤتمره الاخير بصورة المتكلم الذي ذاكر الدرس بشكل جيد، فهو يعرف ما يقول، ويحمل حلما ورديا يحلم به كل كويتي منذ سنوات طويلة.لكن هذا الحلم مستحيل، وليس صعب التحقيق، فقد اوصل سمو الرئيس الفكرة بشكل سهل وبسيط للمتلقي، لكن الامر لا ينتهي عند هذا الحد، فالتعويل على التنفيذ، والتنفيذ يحتاج الى ادوات قد لا تكون متوفرة عند سمو الرئيس، بمعنى ان سمو الرئيس لا يعرف كيف تورد الابل، والمسألة ليست مسألة انتقاد فقط، من دون ذكر البديل. لقد كان يفترض بالرئيس ان يجلس على المسرح ويدعو القياديين الموجودين واحدا تلو الاخر، وكل منهم يتحدث عن وزارته، او دائرته، ورؤيته المستقبلية وخططه للنهوض بعمله، على مرأى من الشعب الكويتي ومن يقصر يقص الحق من نفسه ويرحل، ثم بعد ذلك يلقي خطبته العصماء!كما يعلم الجميع ان المايسترو مهما كان فنانا متمكنا لا يستطيع ان يبدع من دون فرقة من الفنانين المحترفين، الذين يجيدون العزف لتكتمل الصورة!كنا ننتظر ان نستمع الى رؤية الوزراء وتطلعاتهم المستقبلية، لكي ندينهم من افواههم في حال التقصير اما، والحال على ماهي عليه، فقد شبعنا من الخطب والكلام المنمق والاحلام الوردية، فما هو الجديد الذي جاء به خطاب الرئيس عن خطابه في افتتاح دور الانعقاد في مجلس الامة، وهو الاساس الذي يسمى برنامج عمل الحكومة؟مؤتمر القياديين بدعة سياسية لا سند دستوريا لها ما لم يقف كل مسؤول ويدلي بدلوه، ويتكلم امام الناس بما لديه لتطوير العمل، وخدمة الوطن والمواطن، اما اذا كانت القصة حكي بحكي فالله يعوض علينا، فالمواطن في آخر الاولويات، وهذه الطائرات تنقل الآلاف من الوافدين، والله المستعان...زين.
[email protected]