مؤشر الكهرباء!

طلال السعيد

دولة الكويت تسجل اعلى درجة حرارة في العالم، وليست هذه المرة الاولى، فهذا ما اعتدنا عليه في كل صيف، والحمدلله رب العالمين، له سبحانه في ذلك حكمة، فالحر افضل من الحرب، والحر افضل من الزلازل والبراكين!
ويبقى السؤال المهم لوزارة الكهرباء: هل مسؤولوها من مواليد الاسكا، او انهم يجهلون صيف الكويت، ولا يعرفون شدة الحرارة حتى يتكرر التحذير في كل صيف عن ارتفاع مؤشر الحمل الكهربائي، وزيادة استهلاك الماء، حتى اصابنا الحول من متابعة المؤشر، واصابنا الاكتئاب عن وصوله للون الاحمر؟
وكأن مسؤولي الكهرباء لا يعرفون ان حرارة الجو تفرض على المواطن استهلاكا اكثر للكهرباء والماء، حين تتعدى الحرارة الخمسين، اجارنا الله واياكم من حر نار جهنم!
تصريحات مسؤولي الكهرباء قبل دخول الصيف، فيها يقولون انهم على اتم الاستعداد للصيف، وما ان يأتي الصيف حتى يدخلونا الدوامة نفسها عن ارتفاع الاحمال، وزيادة استهلاك الماء، ثم يشتغل التحذير، فالى متى يستمر هذا الارهاب الفكري، ومسببات الاكتئاب يا حكومة؟
في زمن الشيخ جابر، رحمه الله، كانوا يفاوضون على انشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء، وتحلية مياه البحر، تقضي نهائيا على المشكلة بعد ان تكرر انقطاع الكهرباء في عز الصيف، في شهر سبعة، والناس صائمون، وتوفي الشيخ جابر الى رحمة الله ولم يتحقق هذا الحلم، ولا زلنا نتابع مؤشر الكهرباء اخضر... اصفر... احمر!
أليس هناك حل، وكأن الحكومة "الرشيدة" تحملنا اخطاءها، متناسية ان هناك مناطق جديدة استحدثت، وزيادة (يشك بها) بعدد السكان، هذا بالاضافة الى مليوني وافد يستهلكون الكهرباء اكثر من المواطنين ويشملهم الدعم؟
زيادة الاحمال تحذير يجب ان يوجه الى الحكومة التي تخاذلت بايجاد حل نهائي لهذه المشكلة المتجذرة، والتي لازلنا نسمع تحذيراتها منذ الصغر، وحتى الان!
نحن نسدد الفواتير، وبشكل منتظم، ومن حقنا الحصول على خدمة متكاملة من دون تحذيرات، ومن يصرف اكثر من اللازم عليه ان يدفع اكثر من اللازم، هذه هي القاعدة، لذلك لا بد من ازالة مؤشر الكهرباء الذي اصبح مصدر قلق واكتئاب للناس كلها، وكأن حكومتنا تبحث عن كل ما يقلقنا لتضعه في طريقنا!
يا حكومة ليست الكهرباء مشكلتكم الوحيدة حتى نعذركم، فالمتراكمات من المشكلات تحتاج الى قرار، وانتم مشكلتكم بالقرار...زين.