مئات المصلين أحيوا صلاة الكسوف في 45 مسجداً في المحافظات

كتب - عبدالناصر الأسلمي:


فيما شهدت الكويت كسوفا جزئيا للشمس صباح أمس، شوهد في بعض الدول العربية حلقيا، أحيا مئات المصلين سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بإقامة صلاة الكسوف في 45 مسجدا خصصتها وزارة الأوقاف والشؤون الأسلامية لاداء هذه الصلاة في عموم البلاد ووفرت جميع التجهيزات فيها.
وتوافد المصلون إلى المساجد المحددة في محافظات الكويت الست وسط اجراءات احترازية ووقائية، وذلك بعد إصدار قطاع المساجد بوزارة الأوقاف تعميما تم توزيعه على الأئمة والخطباء لحثهم على إقامة صلاة الكسوف والتضرع إلى الله بالدعاء عند حدوث هذه الظاهرة الكونية لأنها آية من آيات الله، حيث إن صلاة الكسوف سنَّة مؤكدة ويبدأ وقتها من حين ظهور الكسوف بعد حلِّ النافلة وينتهي بانجلاء الكسوف أو بأذان الظهر.

إحياء السنة
وتحدث أئمة المساجد عن أهمية احياء هدي نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وتفكرا في خلق الله وعظمة الخالق سبحانه وتعالى، داعين الله بأن يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه وسوء.
وقال عدد من الأئمة الذين تصدروا لصلاة الكسوف التي أقيمت في ظل الاحترازات الصحية اللازمة للحد من انتشار فيروس كورونا ومنها التباعد وأخذ سجادة الصلاة الى المسجد ولبس الكمام ان "صلاة كسوف الشمس تأتي احياء لسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وان كان قد يسر الله سبحانه وتعالى لنا الأسباب العلمية وراء تلك الظاهرة فلا يعني ذلك انتفاء السبب والحكمة الشرعية من ورائها".
وأوضح بعضهم بأن الشمس والقمر والليل والنهار من آيات الله سبحانه وتعالى وتدل على عظمته وأنه ربُّ كل شيء، مشيرين إلى أن المتأمل في الليل والنهار يجد هذا يدخل في ذاك وهذا يطول وذاك يقصر، واذا أتت الشمس بضيائها صار نهارا، وإذا ذهبت أتى القمر فصار ليلا، وعلم أنها أشياء لا يمكن أن تأتي بنفسها بل هي مفعول بها والذي خلقها وسيَّرها على هذا النحو الدقيق العجيب هو رب العالمين.
وبينوا أن الشمس والقمر أحسن الأجرام المشاهدة في العالم العلوي، حيث نبَّه سبحانه وتعالى على أنهما مخلوقان عبدان من عبيده تحت قهره وتسخيره مستشهدين بقوله تعالى: "لاتسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا للّه الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون".
وعن كيفية الصلاة في هذه الظروف، ذكر بعض الأئمة ان الرجل يصليها جماعة أو مع أهل بيته أو منفرداً في مكان وجوده كما يمكن للنساء إقامتها في البيوت دون جماعة وأنها ركعتان في كل ركعة قيامان وركوعان.

كسوف جزئي
من جانب آخر، أكد الفلكي عادل السعدون، أن كسوفا جزئيا للشمس حدث في الساعة السابعة و19 دقيقة بالتوقيت المحلي صباح أمس، شوهد في الكويت ومعظم الدول العربية حيث عبر قرص القمر أمام قرص الشمس تدريجياً.
وقال السعدون في تصريح لـ"كونا": إنه في الساعة الثامنة و32 دقيقة وصل الكسوف الجزئي للشمس ذروته حيث غطى القمر ما نسبته 65 في المئة من قرص الشمس بعد ذلك بدأ قرص القمر يخرج تدريجيا إلى أن ينتهي الكسوف في تمام الساعة التاسعة و56 دقيقة.
وأوضح أنه في السودان واليمن وجنوب السعودية وعمان شوهد كسوف كلي حلقي حيث غطى قرص القمر قرص الشمس وبقيت حلقة دائرية حول القمر أي الجزء الذي لم يغطه القمر لأنه في حالة الأوج أي البعد من الأرض يجعل حجمه أصغر مما لو كان في حالة الحضيض وهي أقرب نقطة للأرض.
وبين أن كسوف الشمس دائما يحدث في أول الشهر القمري وله ثلاثة أنواع (كلي) حيث يستر قرص القمر الشمس ويتحول النهار إلى ليل عدة دقائق و(جزئي) حيث يغطي قرص القمر جزءا من قرص الشمس ويبقى ضوء الشمس منتشرا في السماء و(حلقي) حيث يخفي قرص القمر قرص الشمس إلا من حوافها يبدو ظاهرا كحلقة نارية نتيجة صغر حجم قرص القمر لوجوده في أبعد نقطة عن الأرض (الأوج).
وقال السعدون: إن كسوف الشمس يحدث عادة عندما تكون الأرض والقمر والشمس باصطفاف واحد ويعبر القمر أمام الشمس ويغطي قرصها ويحجب ضوءها عن الوصول إلى الأرض وتظلم السماء وهذا الاصطفاف يحدث ما بين مرتين إلى خمس مرات في السنة يحدث بها كسوف كلي أو جزئي أو حلقي.



كسوف كلي في 2034

ذكر الفلكي عادل السعدون أنه في الكويت حدثت عدة كسوفات جزئية غطى بها القمر معظم قرص الشمس في أعوام 1914 و1922 و1976 و1999 أما الكسوف الكلي الذي حدث في الكويت فكان في 25 فبراير عام 1952 وتحول النهار إلى ليل.
ولفت السعدون إلى أن الكسوف الكلي يتكرر كل 18 شهرا وتتراوح مدة الكسوف الكلي ما بين دقيقة إلى سبع دقائق ونصف الدقيقة على الموقع الواحد وكل موقع يحدث به كسوف كلي لا تتكرر الحالة به إلا بعد ما بين 360 و410 سنين من حيث مسار الكسوف، مشيراً إلى أن كسوفاً كلياً للشمس سيحدث في الكويت في 20 مارس عام 2034.