ما لهم خلق!

طلال السعيد

ظاهرة "ما لهم خلق" يجب دراستها من قبل الحكومة الجديدة، بل يجب ان تكون اولى اولياتها، فكل من يراجع اي دائرة حكومية، خصوصا دوائر الخدمات التي يضطر المواطن الى مراجعتها، يخرج بانطباع غير مريح، فكل موظفي الدولة يبحثون عن الراحة، او بالاصح "ما لهم خلق يشتغلون"، والراحة التي يبحثون عنها هي الاعفاء من الدوام، وقبض المعاش نهاية الشهر، كأنما واحدهم "ماسك الشبل"، ويعمل تحت حرارة الشمس والرطوبة العالية!
كل الوزارات الخدمية، الا ما رحم ربي منها، لا تنجز، والمسؤول من رئيس قسم الى مراقب ومدير متمترس خلف السكرتارية، والابواب المغلقة، ينتظر المعارف ليطلب انجاز معاملاتهم، او من يستفيد منهم، او ممن ارسلهم له، اما عباد الله الكادحون فلهم الله، ومعاملة الساعة الواحدة تنتظر ثلاثة ايام!
على سبيل المثال تقرأ على المبنى يافطة "خدمة المواطن"، وما ان تلج الى الداخل حتى تكتشف ان اخر ما يفعله موظفو هذا المبنى هو خدمة المواطن! ثم تتفقد اوراقك لتتأكد هل انت المواطن الذي انشئ هذا المركز لخدمته؟
الجواب الف لا ولا، فهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع المواطن، و"لا لهم خلق يشتغلون"، كذلك الحال في "التجارة" و"الشؤون" و"الاقامة" و"الجوازات" و"الكهرباء"، فالامر لا يختلف، وقس على ذلك كل وزارة خدمية، او دخلت ضمن دائرة "مالنا خلق"، التأمينات الاجتماعية بعد ان كانت مميزة تراجعت الى الخلف!
المراكز الصحية، والمستشفيات كلها للوافدين، وما ان تحتج الا وقالوا اعلن الطبيب وادخل في قضية، وكأن الطبيب من اولياء الله الصالحين، لا يكذب ولا يمس!
في السابق كانت احدى الادارات الخدمية في"الداخلية" تعج بالحرس والشرطة، لا يدخلها الا ذو حظ عظيم، وقبل ان تدخل لانجاز معاملتك تستأذن سكرتير السكرتير ومن يقف على بابه، هذا اذا سمح لك بالدخول من الخارج، بعد "نشفة الريق" ثم ماذا؟ يتضح ان هناك بابًا خافيا لتلك الادارة مخصصا لبنغلاديشي يقيم الادارة ويقعدها، وكلهم يأتمرون بأمره، وانت وبشتك يطردك وكيل عريف!
نقول للوزارة الجديدة: ابدأوا بانفسكم، وافتحوا الابواب للمواطن، وسهلوا عليه مراجعاته، واجعلوا "خدمة المواطن" اولى اولوياتكم، فقد كرهنا المراجعات، واصابنا الاحباط من قوم "ما لنا خلق"...زين.

[email protected]