الاقتصادية
ما مكاسب الأسواق والاقتصاد العالمي حال انتهاء الحرب التجارية؟
الخميس 31 أكتوبر 2019
5
السياسة
الجميع يتساءل الآن، هل انتهت الأوقات الجيدة للنمو في الصين؟ بكل تأكيد ساءت الآفاق بشدة في ظل الحرب التجارية بين واشنطن وبكين وما تلاها من تباطؤ في الاقتصاد العالمي، ما دفع معدل النمو في ثاني اكبر اقتصادات العالم إلى تباطؤ حاد. الاقتصاد العالمي على أعتاب الانتعاش يرى البعض أن هذه الأخبار ليست سيئة إذا ما أخذ في الاعتبار أن الصين اقتربت من نهاية دورتها الاقتصادية الحالية، لكن كل شيء يتوقف على الأحداث السياسية في الولايات المتحدة والتي ستقود إلى الانتخابات الرئاسية العام المقبل، ومدى تأهب بكين للانكماش المحتمل. لا يوجد دليل قوي على أن الاقتصاد العالمي على وشك الانزلاق إلى ركود أعمق أو أزمة مالية أخرى، وفي الواقع، هناك أسباب جيدة للتفاؤل. قد تلوح نهاية الحرب التجارية في الأفق، وربما تكتسب جهود الانعاش العالمي زخمًا مرة أخرى في واشنطن وبكين وأوروبا، وفي أفضل السيناريوهات، يمكن للنمو العالمي أن يرتد بسهولة، ما يترتب عليه أداء أفضل للأسواق المالية العالمية. لكن هذا الزخم يتوقف على وجود مناخ سياسي إيجابي، وعمومًا فإنه يعتمد بشكل رئيسي على تكتيكات الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" في الفترة التي تسبق الانتخابات الأميركية في نوفمبر من العام المقبل. يعلم "ترامب" تمام العلم، أن شعبيته تتراجع وأنه بحاجة لإحراز نجاح سياسي كبير لتعزيز فرص إعادة انتخابه، ولا شك أن ستراتيجييه يبحثون عن أفضل فرصة لإصلاح العلاقات مع الصين لكسب الإشادة بقدرته على إنهاء الحرب التجارية. إنهاء الصراع ممكن ومنطقي عندما يتعلق الأمر باختلالات التجارة العالمية، فإن الصين ليست الجاني الوحيد، وليست حتى الأسوأ، والمشكلة الحقيقية هي أنه على مدى العقدين الماضيين، أصبح من الصعب على العالم بشكل متزايد، إصلاح الاختلالات التجارية الهائلة، علاوة على ذلك، فإن دفع الصين لشراء المزيد من المنتجات الأميركية مثل فول الصويا وغيره لن يكون العلاج الحاسم لمشاكل الولايات المتحدة التي بلغ عجز ميزانها التجاري السلعي 879 مليار دولار العام الماضي، وهو نتيجة اختلالات تجارية مع 102 دولة وليست الصين وحدها. إنهاء هذا الصراع يعني إكساب الانتعاش العالمي المزيد من الزخم، علاوة على تعزيز النمو في الولايات المتحدة وخلق فرص عمل جديدة، لا سيما في قلب المناطق المؤيدة لـ "ترامب"، ما يشكل مكسبا كبيرا له. كل هذا يتوقف على مدى رغبة "ترامب" الحقيقية في إنهاء النزاع التجاري مع بكين.