السبت 21 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الافتتاحية

ما مُخرجات الانتخابات المُقبلة؟

Time
الاثنين 08 مايو 2023
View
11
السياسة
نشاهد الحلقة الجديدة من مسلسل الانتخابات، التي تدور أحداثها على وقع أصبح مملاً للكويتيين، الذين سئموا كلَّ هذه المُهاترات والشعارات التي يُطلقها المرشحون، وبدأت تظهر معالم النهاية، وهي نفسها في الانتخابات الماضية، وما قبلها... وما قبلها، ومنذ ثلاثة عقود، بل منذ العام 1963، إذ لا شيء تغيَّر، فلا التنمية سارت على ما يشتهي المواطن، ولا القوانين عُدِّلت بما يُرضيه، ولا الحكومات المُتعاقبة كانت بمستوى الطموح، بل في كثير من الأحيان تحوَّلت مولدة للفساد.
في المقابل ليست المجالس المتعاقبة أفضل منها، بل هي سارت على المنوال نفسه من تغليب المصالح الشخصية على مصلحة الأمة التي أوكلت لبعض ممن رأت فيهم أهلاً للثقة لتمثيلها، لكنها أصيبت بخيبة لأنهم عملوا على عكس ما كانوا يُنادون به، ولهذا ومن الإشارات التي خرجت من دائرة المرشحين ليس هناك ما يبشر بتغيير جذري يُخرج البلاد من أتون الصراعات والمُناكفات والكيدية، بل جل ما سنراه بعد السادس من الشهر المقبل الشعارات نفسها، ومن الدوران في حلقة مُفرغة من الصراع بين الحكومة ومجلس الأمة، وسنخرج جميعاً بنتيجة واحدة، هي "كأنك يا بوزيد ما غزيت".
الراسخ في أذهان الناس أن مجلس الأمة المقبل لن يُغيِّر من واقع التنمية، ولا سيعمل على حل مشكلة الإسكان، ولا سيسعى إلى فتح البلاد أمام المستثمرين؛ لأنَّ فاقد الشيء لا يُعطيه، فالنواب السابقون المرشحون حالياً لم يُقدِّموا ما يوحي بذلك خلال السنوات الماضية، ولا الحكومة لديها نية تغيير سلوكها في هذا الشأن، والعمل بشعار "الهون أبرك ما يكون".
من هنا بات الأمر بيد أصحاب الشأن الذين منحهم الدستور كامل الصلاحيات لاتخاذ القرارات المصيرية التي تُنهي ما تُعانيه البلاد، وتعمل على غرار الدول المُجاورة، التي لم تنتظر أحداً في إطلاق عجلة التنمية، ولم تُهيمن عليها عقدة "المواطن والوافد" التي أصبحت فوبيا في الكويت، بل استعانت بكل العقول وأصحاب الخبرات سواء كانوا ممن يرتدون البدلات الإفرنجية، ويرطنون بلغة غير اللغة العربية، ولا يتقنون اللهجات المحلية، أو أصحاب الهمة الوطنية، الذين لا يعملون لمصلحة هذا الفريق أو ذاك؛ لأنها أرادت الاستثمار في العقول، وليس بالغتر والدشاديش.
انظروا إلى المجلس الاستشاري في غرفة دبي التجارية، وبمن استعان حاكم الإمارة الشيخ محمد بن راشد في التعيينات الأخيرة، أليس بينهم بعض الكويتيين والعرب والأجانب؛ لأنَّ الهدف التنمية والنهوض بالبلاد، وليس المحاباة، وعقدة النقص من "الوافد" المهيمنة في الكويت، وبدعة التكويت التي أججت نار الفساد، وجعلت كلَّ من هبَّ ودبَّ يُفتي وفق هواه في الشأن العام، والعنصرية التي جعلتنا نتخلف عن ركب التطور.
لا شكَّ أنَّ الكويت لديها من القدرات والطاقات البشرية التي يمكنها العمل بأمانة وطنية في سبيل الإصلاح، لكنَّ ذلك لا يعني أن تقفل البلاد، فنحن لا نعيش في هذا العالم وحدنا، ولن نستطيع إطلاق المشاريع من دون الاستعانة بالآخر.
لهذا بات من الضروري العمل على إخراج البلاد من أزمتها عبر قرارات تصب في مصلحة مستقبلها، والنهوض بها، وهذا ما ينتظره الشعب من ولاة الأمر، بل أمام هذا الوضع المرتبك الذي يسود الكويت أصبح لسان حال الكويتيين ترديد بيت الشعر:
"أضرب على الكايد ليا صرت بحلان
وعنـد الولي وصل الرشا وانقطاعه"
لأنَّ الاعتماد على مجالس نيابية لا تبغي غير مصالح النواب، وحكومات تخاف من كلِّ صيحة عليها، لن يؤدي إلا إلى المزيد من الخراب.

أحمد الجارالله
آخر الأخبار