السبت 05 يوليو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

ما نعرف نبوق!

Time
الاثنين 18 فبراير 2019
View
5
السياسة
طلال السعيد

أسهل الطرق لاستدرار تعاطف الناس إظهار ربة بيت تبكي على الشاشة بسبب الديون، وهنا كلنا نتعاطف معها وقد نبكي أيضا لبكائها من دون تردد او تفكير، فليس هناك اصعب من بكاء ربة بيت قليلة الحيلة! أما حين نكتشف ان كل ذلك تمثيل يعاد تصويره اكثر من مرة حتى يتحسن الأداء فتلك طامة كبرى،وفِي ذلك أيضا إساءة مباشرة لأصحاب القضية الذين يعانون بشكل مؤلم من موضوع القروض ورباها الفاحش.
نحن من دون تردد مع شراء الحكومة للمديونيات، اوعلى الأقل ايداع ودائع حكومية بالبنوك تعادل قيمة الديون والاستفادة من ريع تلك الودائع الحكومية بإطفاء فوائد البنوك والعودة لأصل الدين لفائدة المدين. وتستطيع الحكومة استرجاع ودائعها بعد نهاية المدة من دون ان تدفع فلسا واحدا. وقد تكون هناك فكر اخرى قابلة للنقاش تخفف عن المدين معاناته ضمن شروط عملية،أهمها عدم الرجوع لدائرة الربا الفاحش. لكن ما يجب ان يعرفه الجميع ان رفع سقف المخاطبة بهذه الطريقة لايخدم القضية نهائيا حتى لو استدر عطف البعض،خصوصا حين تخرج لنا الربكة شريطا يفضح التلقين وافتعال المعاناة ولايخلو من الكذب ما اثار استياء الجميع، فقد اساء لقضية القروض من أراد التصعيد على حساب المدانين فأفقد التجمع مصداقيته،مع شديد الأسف، وأضاع مجهودا جبارا بذل لتجميع اكبر عدد من المتضررين للفت النظر ناحية قضية في غاية الاهمية، ليتحول المشهد الى مشهد تمثيلي بلهجة ركيكة وانفعالات مبالغ فيها تصل لدرجة وصف أنفسهم((مانعرف نبوق مرفوعين الرأس)) ثم تنسى الجملة وتطلب من المخرج القطع والإعادة فتلتقط الكاميرات الاخرى اخطاء تلك التمثيلية السمجة، فهل تورد الإبل بهذه الطريقة؟ القضية كانت ناجحة حتى رفع سقف المخاطبة فأنساهم الاتجاه وتغيرت المفاهيم فتعقد الحل بعد ان كان قريبا جدا،فكلنا مع حل أزمة القروض ولكن ليس بطريقة التلقين إياها التي افقدت المتضررين الحقيقيين تعاطف الناس معهم، فالقضية مهمة والحل مطلب شعبي ولكن جانبهم التوفيق بسبب من كان هدفه التصعيد لغرض بنفسه وليس حل أزمة القروض...زين.
آخر الأخبار