الاثنين 23 يونيو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

ما يصير إلا الخير!

Time
الاثنين 28 ديسمبر 2020
View
5
السياسة
طلال السعيد

"ما يصير إلا الخير" هذه النتيجة الطيبة التي خرج بها النواب من لقاء رئيس مجلس الوزراء، ذلك اللقاء الذي لم يكن له ثمة داع، فالرئيس بحكم منصبه عضو في مجلس الامة، ويمكن للنواب الالتقاء به داخل المجلس متى ارادوا ذلك، واذا كان اللقاء من اجل موضوع معين يمكن لعشرة نواب التقدم بطلب مناقشة ذلك الموضوع في قاعة المجلس، وعلى مرأى ومسمع الشعب الكويتي، اما اختصار الموضوع بلقاء الرئيس، فالنتيجة هي يصير خير!
المشكلة فيمن لايجيد استخدام حقه الدستوري، أو لا يعرف كيف تورد الابل، او بمعنى اصح "مضيع الجادة"، فقد خرجوا على الاعراف البرلمانية، ولم يحصلوا على هدفهم ولعل الوعد المناسب يصير خير!
الحماسة الزائدة، والاندفاع خلف الشعارات الانتخابية، لا تصلح في العمل السياسي، بل يجب على المرشح الذي اصبح عضوا يمثل الامة ان ينسى المخيم الانتخابي، والانتخابات الفرعية والتشاورية، ويتفرغ للعمل العام، واضعا نصب عينيه مصلحة الوطن والمواطن، اما اذا تعود العضو على التنازل عن صلاحياته الدستورية، وتعود على تجاوز الاعراف البرلمانية اصبحت "الميانة" عليه سهلة جدا، وما هي الا ايام فيصبح في جيب الحكومة، مثله مثل من سبقه، واذا كنا غير آسفين على رحيل المجلس السابق فالمجلس الحالي لن يكون افضل، بالاضافة الى ممارسته للازعاج الاجتماعي من خلال التصريحات التي لاتتعدى: تواصلت مع الوزير الفلاني ووعدني بانهاء الموضوع!
وكأن التواصل مع الوزير عمل عظيم يؤديه العضو، وهذا دليل واضح على اضاعة الطريق حين نصف بعضهم بـ"مضيع الجادة"، فالتواصل يتم في قاعة المجلس، او من خلال سؤال يتحول استجوابا يليه طرح ثقة، عندها فقط يتجاوب الوزير مع النائب مرغما وليس بطلا، اما موضوع تواصلت مع الوزير فالتواصل اقصر واسهل الطرق!
لا نزال متفائلين بأن القادم سيكون افضل، لكن يجب على كل عضو محترم ان يعرف صلاحياته الدستورية، ويعي دوره المهم الذي كفله له الدستور، بعيدا عن "تواصلت" او "يصير خير"، فالصلاحيات الدستورية لعضو مجلس الامة ليس لها حد، لكن بعضهم شغلتهم التصريحات عن الاداء الجيد، ولا يزال البعض منهم يحاول ان يعطي كل ما عنده ويفي بوعوده الانتخابية دفعة واحدة.
اخيرا يجب ان يعرف الجميع ان منصة التصريحات تختلف عن منصة القاعة... زين.
آخر الأخبار