ما ينتج عن القرارات الحكومية الكارثية!

علي أحمد البغلي

وزارة الصحة في أزمة خانقة بخصوص امداد المواطن المريض والوافد بالدواء الناجع، فكثير من الادوية تنقص في المستشفيات والعيادات والمستوصفات والمراكز الطبية في المناطق والمحافظات.
وزارة الصحة ترميها برأس وزارة المالية "التي تلعب بفلوسنا لعب"، متمنين أن لا يقر مقترحات وقوانين مجلسنا الذي "يخر" قيم ويحارب المظاهر السلبية وفق المعايير الطالبانية. فاقتراح شراء المديونيات، وصرف مرتبات لربات المنازل، وغيرها من مشاريع قوانين "مال عمك ما يهمك"، الذي سنيفق من أموالنا نحن الشعب وكلف المليارات يتعارض مع مبدأ العدالة والمساواة الدستوري!
نرجع لوزارة الصحة "وما عندنا هالدوا...روح اشتريه من بره" التي تتكرر على ألسن صيادلة مستشفياتنا ومستوصفاتنا الحكومية، أحد المرضى رضخ لأكبر المستشفيات الخاصة فتوجه الى صيدلية خاصة واشترى منهها اربع محتويات حقن بـ"دينارين و400 فلس" لا غير، وركض المريض به الى المستشفى الخاص الذي طلب منه الانتظار لاخذ الحقنة.
انتظر المريض فترة غير قصيرة من الزمن، ثم نادته الممرضة لتعطيه إحدى الحقن التي أتى بها، والمريض استلم رسالة من شركة التأمين (عافية) تخبره أن الشركة وافقت أن تعطيه المستشفى الحقنة الواحدة مقابل أجر يد الممرضة يبلغ اربعة دنانير لا غير! وأترك لكم يا معالي وزير الصحة، ومسؤولي "عافية" هذه القصة المحزنة التي تحدث يوميا في الكويت، ومن مؤسسات مملوك أغلبيتها لطوال اللحى، قصيري الثوب!
* * *
القصة المأسوية الاخرى، وردتني من أحد الاصدقاء، يقول فيها إن وزارة التربية الغرقانة بشبر ماء هذه الايام، قررت أن تكون عطلة نصف السنة التي تعودنا ان نأخذها سنويا لمدة 15 يوما فقط، وكنا نسميها "عطلة 15" أو "عطلة الربيع"، وهذه السنة التي لا يستطيع موظفو الوزارة والعاملون في مؤسساتها أن يحكوا رؤوسهم من كثرة العمل، تقرر أن تمدد عطلة الـ 15 يوما الى شهرين... نعم شهرين، بانتهاء دوام يوم 10 ديسمبر، في حين أن الجدول الدراسي يقول إن آخر يوم هو الثاني من يناير المقبل. المواطنون يتساءلون: لماذا هذا الاستعجال على اجلاس الطلبة في المنازل؟ وماذا سيفعل المعلمون طوال تلك الفترة من الوقت، فطفل في الابتدائي سيجلس في بيته حتى 5 فبراير 2023 ماذا سيفعل؟ وكيف ستراقبه امه ووالده طول تلك المدة؟
نحن من اسوأ الدول في نتائجنا التعليمية، ومعظم طلبتنا لا يحسنون القراءة، عربياً وانكليزيا، ولا يفكون الخط، والدراسة صارت منزلية في الكويت، حيث يستقدم اولياء الأمور معلمين خصوصيين لصغارهم لانهم غالباً في المنازل، فما عادوا يتعلمون شيئاً من اقصر عام دراسي في العالم، فإجازة نصف السنة وحدها بطول اجازة صيف في دولة اخرى، ونحن نشكر المواطنة العزيزة على ذلك التوضيح عسى أن يوقظ النائمين في وزارة التربية!
* * *
الدكتور بدر الخضري اعرفه منذ عقود، فقد عمل معي كصحافي في انتخابات 1992، وكان مثالاً للنشاط والمصداقية والإخلاص.
الدكتور الخضري أحد أساتذة المعاهد التطبيقية منذ سنوات، وقد رشحه للترقية رؤساؤه مع اساتذة آخرين، وتمت ترقية الآخرين وترك الخضري "خالي الوفاض"، ربما لان له لسان على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، ووزراؤنا ومسؤولونا الكبار يظهر ان لديهم ميولا تقول: "احنا وبس والباقي خس"، أي لا احد يبرز غيرنا، فما هو رأي و فعل وزير التربية الجديد؟
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وزير، نائب سابق