كل الآراء
مابين صخر وصخر ينبت الزهر
الاثنين 23 يوليو 2018
5
السياسة
د. حمود الحطابسفينة الحياة محملة بحمولاتٍ من رآها حَكَمَ بأن السفينة ستغرق. دول لا أخلاق حضارية لها تملكها ولكنها تملك القوة الاقتصادية والعسكرية والصناعية والعلمية الكبرى. تملك العلم المادي وتتعامل بالمصالح التي تفيدها متسلحة بالبراغماتية المادية النفعية نظرية المصلحة. دول تملك أعتى السلاح النووي المدمر للكون والحياة وهي تركب معنا السفينة، سفينة الحياة، بكل هذه التركيبة الخطرة، وتقابلها دول أخرى منحطة في كل شيء، ومعها ترسانة سلاح نووي الذي به تستطيع المواجهة مع تلك الدولة المتقدمة في زحمة هذا المركب. عدد من الدول لاتملك مؤهلات ولاجوازات الحضارة والقيم، تسافر معنا على هذا القارب وهي تحمل معها ما يدمر السفينة ويدمر الحياة كلها.هؤلاء الركاب بحمولاتهم تلك يهددون بعضهم بعضا غير مراعين أن عملية الخَرْمَ في اسفل السفينة ستؤدي لغرق كل من عليها، وحجتهم في الرغبة بثقب اسفلها الحصول على الماء بأقرب طريق إليه وهو قعر السفينة،متعللين زورا وبهتانا وكذبا وحمقا وغباءً بعذر إيذائهم الركاب الذين هم على سطحها إذا صعدوا ونزلوا، وهي حجة هبنقة حمقاء خرقاء. فإذا لم يأخذ الجميع على أيديهم هلك من في القعر من الحمقى والمغفلين، وهلك معهم كل من على ظهرها، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعا. بين الصخور والصخور وبين الحجارة والحجارة يجد الورد والزهر فرصة لينبت وينمو بينها، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا. فالعمل على الإصلاح هو من معنى فإذا فرغت فانصب، اي اجتهد واجتهد حتى تتعب وتنصب، فإن في التعب في محاولات الإصلاح لذة في إقامة الحياة، وانصب فإن لذيذ العيش في النَّصَبِ، لأنه سبيل البقاء، والاستمرار، وأما ترك الحبل على الغارب، ويقال إنه غارب الناقة، فالناقة المسيبة غفلة أو حمقا ستظل تتبع الأعشاب في الفيافي والقفاربكل ما عليها من الزاد، وستضل الطريق لصاحبها حتما،وسيصحو من نومه راعيها، ذلك المتساهل الغافل المهمل اللاهي، ليرى أنه أصبح في مواجهة الموت الحتمي الا أن يشاء الله، فزاده وماؤه وكل وسائل حياته التي تبقيه حيا محمولة على ظهرها. وكذلك فإن ترك الحبل الذي توثق فيه السفينة على ظهرها سيؤدي لتلاعب أحوال البحر وأمواجه فيها، وقد ترميها المياه على الصخور الصلدة فتتكسر الواحها والدُّسُر ويهلك كل من عليها.ومثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قومٍ اسْتَهَمُوا على سفينةٍ، أي عملوا قرعة بينهم لتحديد مكان قعودهم على السفينة لازدحامها، فكان نصيب بعضهم في أسفلها وبعضهم في أعلاها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من في أعلاها، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا. فإن تركوهم هلكوا وهلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا.أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. في سفينة الحياة أخطار هائلة يمكن أن تدمر كل شيء عليها، وفي الدنيا يظل أملٌ جميل كحلم جميل بين الصحو والاستيقاظ، بين الحقيقة والخيال، وكورد وزهر جميل نبت بين الصخور والصخور بين الصعوبة والصعوبة فاستقام وأزهر. فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا. فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب. المملكة المتحدة اسكوتلاندا.كاتب كويتي