ماجد الكويتي ألهب مسرح اليرموك بالفن البداوي

كتب - مفرح حجاب:

عاد الفنان ماجد الكويتي إلى خشبة مسرح اليرموك، مرة أخرى، بعدما قدم ثلاث أمسيات في هذا المسرح على مدى ثلاث سنوات متتالية، وأحيا مساء أول من أمس أمسية غنائية مميزة ضمن فعاليات الموسم الثقافي 25، الذي تنظمه وتشرف عليه دار الاثار الإسلامية، وسط حضور غفير من الجمهور وكل محبي الفن البداوي، الذي تميز به الفنان ماجد، إذ استطاع أن يمتع الجمهور طوال 60 دقيقة متواصلة قدم خلالها سبعة أغنيات متنوعة.
في ليلة الفن البداوي كان كل شيء كويتي على المسرح، حيث أعاد هذا الفنان مجموعة من ألوان الفن البداوي ولكن بشكل متطور، مستعينا بفرقة موسيقية تعزف على مجموعة من الآلات الحديثة، ومن يستمع منه إلى اغنية "كريم يا بارق سري" سيجد أن مستوى التوزيع الموسيقي فيها تغير بشكل كبير، وقد ظهر ذلك جليا في الألحان الخاصة به مثل "منتى مثل أول"، التي حرك من خلالها جنبات المسرح وراح الحضور يحييه ويصفق له طويلا، وكذلك أغنية "طال الصبر"، التي برع فيها وقدمها بشكل رائع.
الفنان ماجد حاول في هذه الأمسية أن يعلن عن نفسه من جديد، ويقدم تنوع رائع في كل الألوان الموسيقية، التي تنتمي إلى الفن البداوي ولكن بشكل جديد يواكب كل الموسيقى العالمية، بل أنه فاجأ الحضور بأشياء كثيرة حين قدم أغنية "اشتقتلي"، وكذلك عندما أعاد الدفء إلى القاعة في أغنية "قال منه"، ولم يتوقف ماجد عن تقديم المفاجآت، التي كانت أهمها في هذه الحفلة وأختتم حضوره على المسرح بها وهي أغنية "جمر الوداع" للفنان عبدالكريم عبدالقادر، وهي الأغنية التي رددها الجمهور معه بالتصفيق، كما ان استخدام الفنان الشاب لآلة العود والعزف عليها بإتقان شديد في كل أغنية أعطى للأمسية حلاوة ونكهة مميزة، وجعل هناك حالة من الانسجام بين القاعة والخشبة، وبرع عازف الناي والقانون ايضا في عزفهما المنفرد، حيث حظي بتشجيع كبير من الجمهور.
ماجد الكويت في هذه الأمسية قدم حالة جديدة في الأغنية الكويتية والفن البداوي تحديدا وحاول أن يستفيد من التطور التكنولوجي في التوزيع الموسيقي، وقد ساعده في ذلك فهمه للموسيقى وعزفها كونه ماهر في العزف على آلة العود، فضلا عن عملية التنوع التي قدمها فهو لم يعتمد فقط على أغنياته وانما حاول أن يقدم من التراث الغنائي الكويتي، ليعيد لنا أيام الزمن الجميل ويذكرنا بالأعمال الخالدة، ويكفي أن القاعة بالكامل رددت معه أغنية "جمر الوداع"، التي تتميز بموسيقى مختلفة وكلمات حانية ومؤثرة بالإضافة إلى شهرتها الكبيرة عندما تغنى بها عبدالكريم عبدالقادر.
وقد أعرب الفنان ماجد الكويتي عن سعادته للتواجد خلال أربعة مواسم متتالية على مسرح اليرموك، وقال سعادتي كبيرة لقبول الجمهور تطوير الفن البداوي بهذا الشكل، وانا أعمل دائما على أن يكون هناك شكل جديد للموسيقى في هذا الفن، واحاول في كل الحفلات التي أحييها ان أجمع بين الحديث، الذي أقدمه من ألحاني وكلمات علي مساعد وبين الفن القديم، الذي يعد تراثا له عبق ننهل منه، متمنيا أن يكون الجميع قد استمتع بهذا الحفل.
وفيما يتعلق بحفلاته المقبلة أوضح أن الموسم ما زال في البداية وليس هناك شيء واضح في الأفق الآن، منوها الى انه يسعى دائما الى الحضور بشكل جيد ليمتع الجمهور بكل ما هو جميل في عالم الغناء البداوي.