ماذا استفاد المتعلمون بعد انقضاء سنة دراسية؟

د. حمود الحطاب

ما القيم التعليمية، التطبيقية والسلوكية، التي حفظت في مخيلة وذاكرة المتعلم بعد انقضاء كل فترة تعليمية من الفترات الدراسية المنقسمة الى ثلاث مراحل، والتي تكتمل باثنتي عشرة سنة من التعليم، تبدأ في سن الرابعة من العمر في رياض الاطفال في مرحلة تسمى «خبرات تأهيلية» تسبق التعليم العام؟
حيث تقرر في مناهجها مجموعات من الخبرات التعليمية التأسيسية التي يتصور بناة المناهج أن الطفل في هذه المرحلة الدراسية العمرية المبكرة يحتاجها تأسيسيا وفق خطة الدولة في بناء انسانها.
ثم تنتهي بحصيلة تعليمية عامة تكمل دائرة المناهج الدراسية المتسلسلة التي يتصور بناة المناهج انهم اكملوها في نهاية المرحلة التعليمية الثانوية، وقيموها باختبار نهائي(فاينل) أخير للتعليم ليحصل بعدها المتعلم على شهادة، تريد أن تقول إنه قد حصل تعليما يؤهله للحياة وللعمل ولمزيد من التعلم؟
فماذا يتوقع أن يكون المتعلم في اي مرحلة دراسية قد اكتسب من المهارات في مجالاتها المتعددة؟ وماذا يتوقع أن يكون قد اكتسب من المهارات السلوكية في المجال الانساني؛ وماذا يتوقع أن يكون قد اكتسب من خبرات ومهارات وتطبيقات في الجانب الاجتماعي، ومثلها في الجانب الحضاري الانساني، ومثلها في الجانب العلمي الحياتي الضروري، ومثلها في الجانب النفسي السلوكي؟
كم اكتسب من الثقة بقدراته وامكاناته بحيث يصبح قادرا على ادارة حياته بنفسه، وبنسبة عالية من الاقتدار والكفاءة ؟
كم اكتسب من الثقة بنفسه عموما؟
وكم اكتسب من الخبرات والمهارات في الجانب الجسمي من خلال ممارسات الانشطة التعليمية الرياضية على سبيل المثال؟
من جانب آخر نتساءل كم اكتسب المتعلم خلال اربعة عشر عاما شاملا مرحلة الرياض؟
كم اكتسب من كفايات حياتية تطبيقية سلوكية بنته انسانا حضاريا متعلما يستطيع أن يكون لبنة وقوة تنموية دافعة في مجتمعه يرقى بها هو ومجتمعه؟
إن مخرجات التعليم وحدها في خريجي التعليم العام هي التي تشهد بهذه المحصلات في تعليم أخذ من حياة المتعلم اربع عشرة سنة تعليمية من أهم وأجمل فترات عمره، وليست الاختبارات النهائية والتحصيل الكمي هو من يشهد بهذا؛ ولا نسب النجاح هي من تشهد بهذا؟
واذا كان واقع الحال المشهود، وما تقرره اختبارات القبول الجامعية او مجالات الشغل والعمل الوظيفي، تشهد بهذا سلبا وايجابا، فلنا وقفة مع الاجابة المفصلة على هذه الاسئلة بطريقة استعراضية أخرى إن شاء الله.

كاتب كويتي

[email protected]