الأحد 13 أكتوبر 2024
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

ماذا بعد؟

Time
الأحد 28 أكتوبر 2018
View
5
السياسة
طلال السعيد

خبر مرعب جدا نشر في جميع الصحف المحلية تقريبا، وتم تداوله بقوة في جميع وسائل التواصل الاجتماعي عن إلقاء القبض على ثلاثة وافدين يبيعون وبشكل علني جميع معلومات الشعب الكويتي بـ220دينارا فقط من خلال "فلاش ميموري" يحتوي جميع معلومات الشعب الكويتي!! والقصة بدأت حين لفت نظر مواطن غيور اعلان منشور عن بيع البيانات على مرأى ومسمع من الجميع من دون خوف ولا حياء، ليتابع المواطن الموضوع فيشعر بحسه الوطني ان هناك جريمة ترتكب بحق الوطن، فيتواصل مع الجهات المعنية التي تفاعلت مع البلاغ وأخذته على محمل الجد ليتم الإطاحة بالعصابة الثلاثية. الى هذا الحد ينتهي الخبر المنشور لكن ماذا بعد؟ المسألة ليست مسألة ثلاثة أشخاص وانتهى الامر، الموضوع اكبر واخطر، فتلك المعلومات لايجمعها الا شخص نافذ يساعده أشخاص على تجميع تلك المعلومات يعرفون أهمية تلك المعلومات، ويعلمون بنفس الوقت ان هناك من سوف يشتريها، وفِي المسألة اختراق واضح لاجهزة الدولة، يجب ان يتحمل المتسبب كلفة اعادة تحصينها من جديد وعلى حسابه الخاص قبل الولوج في البحث عن تفاصيل القضية، فهناك اختراق واضح للمنظومة الأمنية التي يفترض انها محصنة، يزعل من يزعل ويرضى من يرضى، فليس هناك تهاون حين يصل الأمر الى الحد الذي تباع فيه معلوماتنا بهذا الرخص داخل بلدنا من أشخاص يعيشون بيننا، ويفترض انهم محل ثقتنا، ولكن هذه نهاية تهميش المواطن وتقريب الوافد. لايصدق عاقل ان المسألة انتهت عند هذا الحد، فما خفي اعظم، ولابد من بحث شامل في مكامن الضعف ومواطن الاختراقات والمفاصل التي يمسك بها الإخوة الوافدون لوضع حد فاصل لكل ماجرى ويجري وسوف يجري.
يقولون ان الإحلال شبه مستحيل، ونحن نوافقهم الرأي بالنسبة لبعض الوظائف الفنية كالأطباء والمدرسين، ولكن هل يعقل ان تسلم مثل تلك المعلومات الخطيرة الى وافد ينسخها ليتاجر بها من دون شعور بالمسؤولية وإحساس بالامانة؟ والذي يجب ان يعرفه الجميع ان عبدالرحمن ونوح وهذه الأسماء المستعارة لبائعي المعلومات الرسمية هم مجرد أدوات ليس الاّ، والبحث يجب ان يتركز على من يقف خلفهم، فأهمية تلك المعلومات لا يعرفها شخص عادي نهائيا، فلايعرفها الا شخص تدرب على اختراق سرية المعلومات الأمنية بالمعنى الاستخباري. ويجب ان يجدد البحث عن الخلايا النائمة التي لايستبعد ان تكون خلف جميع تلك الأنشطة المريبة التي أشغلت الناس وأشغلت الاجهزة الرسمية عن عملها الأساسي، ولايستبعد ان تكون متعمدة لإشغال الاجهزة الرسمية عن ما هو اهم. ومن عاش رجبا رأى عجبا، والسؤال يتكرر: ماذا بعد؟
..زين
آخر الأخبار