ماذا جنى الوطن؟

سعود عبد العزيز العطار

أزمة تلد أخرى، نعم هذا هو المشهد السياسي عندنا من مشادات ومهاترات كلامية طال أمدها عن المنطق والمعقول، وزادت عن حدها وتعدت
المألوف وأصبحت جاثمة على صدورنا، والسبب بكل بساطة : المصالح الشخصية وعدم الرغبة الجدية في الإصلاح والمصالحة والمحاسبة، لذا نحن من جنى على هذا الوطن وعلى المواطن الذي زادت معاناته مع هذه الدوامة؟
بالله عليكم، ما الذي استفدناه نحن بمن يرأس مجلس الأمة؟ أو ماذا تختار الحكومة من وزراء؟ غيرالمزيد من التصادم والتكرار والإعادة وتضييع الوقت بلا معنى أو نتيجة، وأحوالنا لا تسر من سوء تردي الأحوال المعيشية للمواطن، الذي لم ولن يطرأ على راتبه أي زيادة أو تعديل ولم يلتفت له أحد من قريب أو من بعيد، فضلا عن تردي مخرجات التعليم والبنية التحتية المتهالكة ومشاكل ملفات الصحة والإسكان والرياضة وغيرها الكثير، مع هذا، الكل ملتزم الصمت رغم علم الجميع بأننا نسير في الاتجاه الخطأ وخلف الشعارات والوعود الزائفة، أما عن تخلفنا ـ وللأسف الشديد ـ عن دول الخليج في كل شيء فهذه تشهد عليها كل مؤشرات الأداء وتقارير التنافسية العالمية.
نعم لقد بلغ السيل الزبى في ظل أزماتنا السياسية المتكررة رغم أننا لا ينقصنا شيء فلله الحمد، الكفاءات وأصحاب العقول متواجدة بكثرة وعلى الساحة وبما أنعم الله علينا من نعم كثيرة وخيرات وفيرة وصغر المساحة الجغرافية كلها عوامل تساعد على النهوض بسرعة، وبما نملكه من رصيد في الريادة يشهد لها الجميع، وبالتأكيد ولا ينقصنا الولاء والانتماء لهذا الوطن الغالي، إذاً، فقط التخلي عن النرجسية وحب الذات والعمل من أجل الوطن وأجياله ولنتذكر بأننا محاسبون ومساءلون أمام الله عزوجل عن تقصيرنا في يوم لا ينفع مال ولا بنون .

آخر كلام
"عادت حليمة لعادتها القديمة" ورجعت الأسطوانة المشروخة من بعض النواب بغرض فرض الوصايا علينا والذي يعتبر تدخلا سافرا في خصوصياتنا، ونحن من جبلنا على المحافظة على قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وذلك بتشكيل لجنة تعزيز القيم البرلمانية وانتخاب رئيس ونائب لها بهدف إعلان وثيقة لها بنود ومواثيق عدة كما بالسابق فهم تركوا الوطن والمواطن وأولوياته واحتياجه، وتناسوا الكم من الملفات العالقة وما نحن عليه وذهبوا الى إثارة الزوابع والتشتت وتعميق الخلافات.
والله خير الحافظين.

كاتب كويتي

[email protected]