الجمعة 27 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ماذا يحدث في إفريقيا؟ (2 من 3)
play icon
كل الآراء   /   الأخيرة

ماذا يحدث في إفريقيا؟ (2 من 3)

Time
الخميس 10 أغسطس 2023
View
218
أحمد الدواس

مختصر مفيد

أحمد الدواس

…خلال السنوات الأخيرة اضطربت الأوضاع في بلدان غرب إفريقيا بفعل الفقر والعنف، أو الحروب الأهلية، ما دفع بكثير من الأفارقة الى الهجرة والرحيل شمالا، إما الى المغرب، أو ليبيا، وتونس للعبور منها الى إيطاليا.
ففي المغرب يتجمعون في مخيمات سرية موقتة، وهنا يدفعون المال لعصابات التهريب أملا في نقلهم بحراً للساحل الإسباني أو الإيطالي، للبحث عن مصدر رزق لإعالة أسرهم الفقيرة، والبعض منهم يحلم أن يكون لاعب كرة قدم في نـادٍ أوروبي.
في الأحوال العادية يدفع المسافر نحو 25 يورو،أي تسعة دنانير كويتية، للعبور بالسفن مضيق طارق، لكن بالتهريب تبلغ ألفي يورو، أي نحو 680 دينارا كويتيا، جمعها هذا الإفريقي بشق الأنفس.
وتتكرر حوادث الزوارق المنقلبة بهم، ويموت الكثيرون في عرض البحر، بفعل الأمواج، أو العواصف العاتية، من بينهم نساء وصغار سن لا يعرفون السباحة، وفي مياه باردة، ولم تأل ايطاليا واسبانيا جهداً في إنقاذ الكثير منهم، وتنتشل زوارق البحرية المغربية الغرقى، ومن تعتقله يودع السجن، أو يرحل الى بلده.
ما زاد أوضاع غرب إفريقيا سوءًا، انتشار الجماعات الإسلامية المتطرفة، ودخولها جمهوريات بوركينا فاسو والنيجر وغينيا ونيجيريا، فارتكبت أعمالا إجرامية، كقتل السائحين الغربيين، واغتالت أيضا الداعية الكويتي الشيخ وليد العلي، وزميله الشيخ فهد الحسيني، فأساءت للإسلام، وتدهور الوضع الأمني في غرب إفريقيا.
هنا خشيت بلدان أوروبا ان تتسرب إليها الجماعات الإسلامية المتطرفة الموجودة في ليبيا، أو مالي مع اللاجئين الأفارقة، فطلبت ايطاليا من ليبيا التعاون معها لمنع دخول المهاجرين الساحل الإيطالي، وتهتم فرنسا وأميركا بدول غرب إفريقيا وتدعم بلدانها عسكرياً ضد تلك الجماعات المتطرفة، خشية دخولها أوروبا.
إذ تخشى فرنسا الخطر الإسلامي أياً كان شكله، ودخولها القتال في مالي يهدف إلى سحق أي محاولة لقيام دولة إرهابية في إفريقيا، تكون بمثابة عتبة، أو بوابة للدخول الى فرنسا وأوروبا.
كما ان فرنسا ترتبط مع مالي بروابط تجارية قوية، ثم ان لفرنسا تجارب عسكرية سابقة فقد شنت أكثر من 50 عملية عسكرية في إمبراطوريتها الإفريقية القديمة خلال الخمسين سنة الماضية، تطبيقاً لسياسة تبناها الرئيس الفرنسي شارل ديغول قوامها مساعدة الزعيم الإفريقي إن كان في ذلك مصلحة لفرنسا.
استطاع بعض الأفارقة دخول أوروبا بالتهريب، وتزامن دخولهم مع نشوب الحرب الأهلية السورية، حيث غادر كثير من السوريين بلدهم باتجاه تركيا وأوروبا، واشترك معهم لاجئون من أفغانستان، لكن تنظيم "داعش" الإرهابي حرك عناصره المتطرفة في سنة 2016، فارتكبت تفجيرات قتلت بعض الأوروبيين في فرنسا وبلجيكا وألمانيا، فتحركت بلدان البلقان، كهنغاريا ومقدونيا وكرواتيا وسلوفينيا، ووضعت الأسلاك الشائكة على حدودها، ومنعت تدفق اللاجئين.
وظهر في فرنسا تيار يميني معاد للمهاجرين والإسلام، وفي النمسا فاز تيار يساري متعصب يتزعمه شاب هو سباستان كورز برئاسة الحكومة، ليترأس حكومة متعصبة، الى جانب حكومة هنغارية متعصبة برئاسة فكتور اوربان، وظهرت المشاعر المعادية للمهاجرين في طول القارة الأوروبية وعرضها.
هذا لا يعني ان الغرب يخلو من عيوب ومطامع مادية، فالانقلاب الذي حدث في النيجر قبل أسبوعين، فضح هذه الدول، وكشف عن أطماع روسيا والغرب في ثروات إفريقيا، فجمهورية النيجر، رغم فقر شعبها، تتمتع بأهمية ستراتيجية لأميركا والصين وأوروبا وروسيا، نظراً إلى ثرواتها من اليورانيوم، والنفط، ودورها المحوري في التصدي للمتمردين الإسلاميين في وسط إفريقيا.
وهذا ما سنتحدث عنه في مقالنا المقبل، بإذن الله.

سفير كويتي سابق

[email protected]

آخر الأخبار