ماذا يحدث في غرب أفريقيا؟ (1من 3 )
مختصر مفيد
عاش الطوارق في أجزاء من الجزائر وليبيا، وكانوا يحلمون بإقامة دولة لهم، ولما ساد القحط شمال أفريقيا، قبل 50عاما، أصاب الفقر الطوارق، والجماعات الصحراوية الأخرى، فتحولوا الى ليبيا الغنية بالنفط بحثاً عن عمل، وكثير منهم انتهى بهم المطاف بالانضمام الى جيش الرئيس الليبي معمرالقذافي.
وعندما حدثت الانتفاضة الشعبية في ليبيا اشترك الطوارق في الحرب الأهلية هناك، ومع مرور الوقت استولوا على كميات كبيرة من الأسلحة من مستودعات القذافي العسكرية، وتوغلوا الى الجنوب الليبي لأن سلطة الدولة فيها ضعيفة، فوجدوا ملاذاً آمناً.
وكذلك التغلغل في أراضي كل من موريتانيا ومالي والنيجر بسبب ضعف هذه الدول، ومن اجل شن الهجمات المسلحة والتحرك بسهولة.
وخلال الأحداث التي أطاحت بنظام الرئيس القذافي تشجع الطوارق فمدوا نفوذهم وسيطرتهم على أراضٍ في مالي، والتقت مصالحهم مع مصالح فرع متطرف من فروع "القاعدة" في المغرب الإسلامي، وهو جماعة "أنصار الدين" الإسلامية.
ومع اتساع نفوذ الطوارق كميليشيا مسلحة تخطف وتتاجر بالأسلحة، فقد دخلت أراضي مالي الشمالية، ولم يستطع جيش مالي التصدي لهم لضعفه، وبسطوا سيطرتهم على منطقة أزواد، وهي بحجم مساحة فرنسا، وفي فترة قياسية من الزمن، فأعلنوها دولة لهم بهذا الاسم، أي أن مكاسب الثوار الليبيين جاءت على حساب خسارة الوضع السياسي في مالي.
وفي مالي مزقوا كتباً إسلامية قديمة قيمة، ودمروا آثاراً إسلامية تعود للقرن الرابع عشر الميلادي عندما ازدهرت المعرفة في العالم الإسلامي، آنذاك، فأحرقوا وأتلفوا تراثاً إسلامياً جميلاً من الكتب العربية القديمة، من بينها كيفية صناعة الدواء والآلات، ذلك الزمان عندما ازدهرت المعرفة في العالم الإسلامي.
إذاً هذه جماعة إسلامية شوهت صورة الإسلام، وسرقت أراضي دولة أخرى مستقلة، ولطرد المسلحين المحتلين من مالي، وافق مجلس الأمن الدولي في يوم 20 ديسمبر2012، وبالإجماع، على استخدام العمل العسكري ضدهم بالاستعانة بقوة عسكرية مكونة من بلدان الاتحاد الإفريقي، ودخلت فرنسا والغرب في صراع مع المحتلين الإسلاميين، فما أهداف كل منهم؟
فرنسا تخشى الخطر الإسلامي أياً كان شكله، ودخولها القتال في مالي يهدف إلى سحق أي محاولة لقيام دولة إرهابية في إفريقيا تكون بمثابة عتبة، أو بوابة للدخول الى فرنسا وأوروبا، كما ان فرنسا ترتبط مع مالي بروابط تجارية قوية، ثم ان لها تجارب عسكرية سابقة، فقد شنت أكثر من 50 عملية عسكرية في إمبراطوريتها الإفريقية القديمة خلال 50 سنة الماضية تطبيقاً لسياسة تبناها الرئيس الفرنسي شارل ديغول، قوامها مساعدة الزعيم الأفريقي إن كان في ذلك مصلحة لفرنسا.
أما الجزائر فترى ان الجماعات الإسلامية المذكورة تسعى لزعزعة الاستقرار في الجزائر، وهدم أركان الدولة على اعتبار ان منهاج الدولة علماني، لذلك فتحت مجالاتها الجوية للطيران الفرنسي لتسهيل الوصول الى مالي.
أما الدول الغربية، مثل أميركا وبريطانيا، فإنها توفر المساعدة اللوجستية والاستخبارات، كما تطارد أميركا عناصر "القاعدة" في اليمن، وأفغانستان، والصومال، وبلدان المغرب العربي.
أحمد الدواس