الجمعة 27 سبتمبر 2024
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء   /   الأخيرة

ماذا يحدث في غرب أفريقيا؟ (3 من 3)

Time
الاثنين 14 أغسطس 2023
View
77
أحمد الدواس

تدهورت الأوضاع الأمنية في دول وسط إفريقيا، أو ما تسمى "دول الساحل"،وهي الممتدة من الصومال، شرقاً، الى سواحل المحيط الأطلسي، واهتمت فرنسا بها حتى تضرب الجماعات الإسلامية المتطرفة كـ"القاعدة" و"داعش" لكيلا ينتقل خطرها، وخطر المهاجرين الأفارقة، الى أوروبا، لكن فشلت فرنسا في مواجهتها.
غير ان الانقلابات أصبحت تتوالى على دول إفريقيا، فكأن لا يكفي تدهور أوضاعها الداخلية، ومعاناة شعوبها، فهي فقيرة لكنها غنية بالمعادن والثروات الطبيعية، وأصبحت مطمعا لروسيا.
قبل أربعة أشهر حدث انقلاب في السودان، وقيل ان "قوات الدفع السريع" التي تحارب الجيش السوداني كانت تمتلك مناجم الذهب في شمال دارفور، وكان ولاء موسكو لـ"قوات الدعم السريع"، التي تلقت الجزء الأكبر من التدريب والأسلحة الروسية، فمن خلال الفساد والمعاملات السرية ساعدت قوات "فاغنر" الروسية على زعزعة الوضع في السودان، وأعطى الذهب "قوات الدعم السريع" القدرة على البقاء، واستخدمت روسيا تجارة الذهب في السودان لتعزيز احتياطياتها، ولدعم غزو أوكرانيا.
وها هو حاليا انقلاب آخر حدث في النيجر يوم 26 يوليو الماضي، فمن رأي متخصصين، فان الانقلابيين مستعدون للتعاون مع أيّ كان، حتى لو كان أجنبياً، للاستيلاء على السلطة.
تتمتع النيجر بثروات من اليورانيوم والنفط، كما تحارب الجماعات الإسلامية المتطرفة، ولا نستبعد تعاون الانقلابيين في النيجر مع مجموعة "فاغنر"، فهؤلاء المرتزقة قاتلوا في أوكرانيا، وموجودون في دول إفريقية عدة، كما قتلوا ونهبوا قرى بقرب مناطق تعدين الذهب والماس في جمهورية إفريقيا الوسطى، واشتركوا في حملات التهريب واستخراج الموارد الطبيعية في بوركينا فاسو، ومالي، وموزمبيق، والسودان، وعبر القارة.
النيجر هي موطن خمسة في المئة من إنتاج اليورانيوم العالمي. ويعتمد إنتاج الطاقة الأوروبي أيضًا على يورانيوم النيجر، ففي فرنسا، يضاء واحد من كل ثلاثة مصابيح كهربائية بفضل يورانيوم النيجر، وهو أمر حيوي لإنتاج الطاقة في أوروبا.
إذا استمرت روسيا في توسيع نفوذها في منطقة الساحل، فإنها ستمكّن من نشر السياسة المتطرفة المناهضة للغرب، كما ان تعطيل استيراد اليورانيوم من أفريقيا يجعل أوروبا في حاجة للغاز الطبيعي والنفط الروسي.
وهكذا تقوض روسيا الحكومات، وتدعم العملاء الأفارقة لتحقيق مكاسب اقتصادية، وسياسية، متبادلة.
قال مدير الأبحاث بمركز أفريقيا للدراسات الأمنية في واشنطن جوزيف سيجيل إن بعد انقلاب بوركينا فاسو "قالت حسابات على موقع "تليغرام" مرتبطة بـ"فاغنر" إن النيجر هدفنا التالي".
يمثل الانقلاب في النيجر صفعة للدول الغربية، وقال وزير الخارجية الأميركي انطوني بلنكن: "كل مكان ذهبت إليه مجموعة "فاغنر"، تبعه الموت والدمار والاستغلال".
رأيي أن الروس أرادوا صرف انتباه العالم عما يحدث في أوكرانيا بعدما غزتها روسيا، حتى ينشغل العالم بأمور دول أخرى، وأيضا لتحصل روسيا على الذهب واليورانيوم لتقوي قوتها الاقتصادية والعسكرية.
رئيس النيجر محمد بازوم، عربي الأصل من قبيلة ولد سليمان في إقليم فزان في ليبيا، وشعب هذه القبيلة موجود في تشاد وشرق النيجر، كان ينوي إعادة تنظيم القوة العسكرية، وإزاحة قائد الحرس الرئاسي في النيجر الجنرال عبد الرحمن تشياني، لكن تشياني أطاح به بانقلاب.

سفير كويتي سابق

أحمد الدواس

[email protected]

آخر الأخبار