الجمعة 30 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى   /   منوعات

"ماردين" الشعبي فرجة مسرحية متعوب عليها

Time
الخميس 27 أكتوبر 2022
View
5
السياسة
كتب - فالح العنزي:

يطلقون عليه في المهرجانات المسرحية "صائد الجوائز"، لم يسبق له أن شارك في أي مسابقة مسرحية سواء كان ممثلا أو مخرجا الا وكان اسمه يتصدر منصة التتويج، فكيف الحال إذا كان هو المؤلف والممثل والمخرج، انه الفنان نصار النصار "القناص"، الذي قدم أول من أمس عرضه المسرحي "ماردين"، الذي يشارك به فرقة المسرح الشعبي في المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي بنسخته الـ 22، حيث تقام كافة العروض المتنافسة على خشبة مسرح الدسمة.
"تحبون الله ولا تقولون... سعاد كن ماتت أوي أوي دلال.. سعاد كن ماتت عيني دلال"، من منا لا يعرف هذه الكلمات ومن يقرأها لا إراديا يجد نفسه يغنيها بذات اللحن الذي اختاره الفنان الكويتي الراحل عبدالله الفضالة، بعدما قام بإضافة كلمات جديدة، حتى يتسنى له تسجيلها على اسطوانة موسيقية، فمن هي "سعاد"؟
القصة بحسب المتعارف عليه انطلقت من الموصل لشابة أحبت ساعي البريد، الذي كان يتردد على محطة القطار وعلاقته جيدة مع الأهالي يقرأ لهم الرسائل وأحيانا يختلق القصص، حتى يظل الأمل يحدو الجميع، "دلال" هو اسم ساعي البريد، الذي ذهب لخطوبة "سعاد" ووعده والدها خيرا، خصوصا بعدما عرف بعلاقتهما، اثناء ذلك سمع "الباشا شوكت" بوجود فتاة شابة جميلة، فقرر خطبتها لكنها ردته أول مرة، وتساءل عن سبب رفضها له مرة ثانية، حتى عرف بأمر ساعي البريد، وهنا أمر بسجنه عامان وأشاع خبر وفاته فلم تجد "سعاد" سبيلا للخلاص من حزنها على حبيبها الا بالموافقة على زواجها من "الباشا شوكت"، وبعد عامين يخرج "دلال" من السجن ويتوجه مباشرة لمحطة القطار فيتفاجأ به الأهالي الذين يخشون غضب ولعنة الباشا، فيدعون بأن سعاد ماتت، فيجن جنونه ويفقد صوابه ويظل ملازما محطة القطار ويهذي بكلمات مازالت خالدة:
تحبون الله ولا تقولون... سعاد كن ماتت أوي أوي دلال.. سعاد كن ماتت عيني دلال".
طبعا هذا ما أراد أن يقوله مؤلف المسرحية نصار النصار، فهو من خلال السينوغرافيا والأزياء تحديدا، قرر بأن الفتاة من بقعة عراقية، علما بأن بعض الروايات تؤكد بأن "ماردين" مدينة تركية شهيرة وأن القصة فقط هي من سافرت وصالت وجالت العرب ساعي البريد مات في العراقً بينما لم تغادرها "سعاد" ابنة ناظر مدرسة ماردين الابتدائية.
شارك في بطولة المسرحية إلى جانب النصار مجموعة من الممثلين منهم فاطمة الطباخ، إسماعيل كمال، شاهين النجار، شهد حسن، مساعد خالد، محمد عبدالعزيز، محمد بوكبر، وليد الصقر وعبدالله ارحيل، الإشراف د.نبيل الفيلكاوي، ديكور سارة الحماطي وباقي الفريق.
"ماردين" لم تكن لتحقق اعجاب واشادة الجمهور لولا أن النصار هو من أخرجها بنفسه، لأنه يعرف كل تفصيلة في النص، لذا تجده حاضرا بكل مشاعره وألمه وضحكته، النصار دون غيره من فناني المسرح دائما يفضل أن تكون أعماله من تأليفه، حتى يتحمل مسؤولية مضاعفة، في"ماردين" ناصفته الأداء الفنانة فاطمة الطباخ في شخصيتي "سعاد" راوية القصة و"سعاد" التي اكتشفت متأخرة ان حبيبها لا يزال حيا ولم يسعفها الوقت حتى تعيش باقي عمرها فقد مات في كمد.
الجميل في "ماردين" هو اشتغال النصار، على عمل تراجيدي غنائي استعراضي، المشاركة الجماعية في رسم لوحة عاطفية مزجت بين المغني والكورال، الكلمات والمفردات الدارجة غنيناها باللحن الذي رسخ في أذهاننا، تمثيلا يتفوق دائما نصار النصار، على نفسه هو ممثل أكثر من جيد وفي هذا العمل أيضا أثبت بأنه مخرج متمكن من أدواته وكان في صالح باقي المخرجين بأن عرض "ماردين" كان خامس العروض والا كانوا في ورطة من أمرهم، الاعتماد على فاطمة الطباخ ذكاء يحسب للنصار، لانه كان في حاجة لصوت نسائي يشاطره الأداء، فجاء بممثلة محترفة هي الأخرى "صائدة جوائز"، أعطت كلا الشخصيتين ما يستحقانه من التنويع في الشكل والمضمون وهذا ليس غريبا على "فاطمة"، التي كانت تخرج من العجوز الى الشابة، من الفرح الى الحزن. من أهم عناصر العرض المسرحي المؤثرات الصوتية والموسيقية، التي كلما كانت "لايف" كان لها وقعها على أذن المتلقي، موسيقى محمد النصار كانت متناغمة مع كل حالة فوق خشبة المسرح لكن كان مستغربا استخدام "الجرس"، الذي أصر عليه المخرج وكأنه يجزم عدم وجود مؤثر بديل في تلك الحقبة الزمنية.
ختاما عرض "ماردين" من العروض المميزة وربما سيطيح بكافة العروض الأخرى في المسابقة الرسمية.


فاطمة الطباخ "سعاد" أيام الصبا


نصار النصار "دلال"
آخر الأخبار