ماريوبول في "مخباة" بوتين

كييف، موسكو، عواصم - وكالات: بعد نحو شهريْن على إطلاق قواته نحو أوكرانيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، السيطرة على مدينة ماريوبول الأوكرانية، وأمر بمحاصرة آخر المقاتلين الأوكرانيين بدلاً من اقتحام موقع آزوفستال الصناعي حيث يتحصنون.
وخلال لقاء بثه التلفزيون الروسي، قال بوتين لوزير دفاعه سيرغي شويغو: إن "نهاية عملية تحرير ماريوبول تعد عملًا ناجحًا"، وأبلغه أنه يريد محاصرة آخر المقاتلين الأوكرانيين المُتحصِّنين في موقع المعادن في آزوفستال؛ لأن شن هجوم سيكلف الكثير من الأرواح، إذ إن المنطقة تتألف من شبكة واسعة من الأنفاق تحت الأرض.
وقال بوتين: "أعتبر الهجوم المقترح على المنطقة الصناعية غير مناسب، أطلب إلغاءَهُ". وتابع: "يجب أن نفكر... في حياة وسلامة جنودنا وضباطنا ولا يجب أن ندخل سراديب الموت هذه ونزحف تحت الأرض".
من جانبها، كشفت وكالة الاستخبارات البريطانية، أن القوات الروسية بدأت تتقدم حالياً نحو مدينة كراماتورسك في إقليم دونباس، مشيرة إلى أنها تكثف من هجماتها الصاروخية.
وبينما وصل رئيسا وزراء كل من إسبانيا والدنمارك العاصمة الأوكرانية كييف، لإبداء الدعم، ذكر آخر تحديث عسكري بريطاني أن المستويات العالية من النشاط الجوي الروسي تتواصل، مع سعيها إلى تقديم دعم جوي وثيق لهجومها في شرق أوكرانيا، ولقمع وتدمير قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية.
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية فرض حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا، حيث أفادت شبكة "سي إن إن" بأن الحزمة الجديدة تستهدف بنكاً تجارياً رئيسياً وشبكة عالمية تضمُّ نحو 40 فرداً وكياناً روسياً يتزعمهم رجل الأعمال كونستانتين مالوفيف، بينما ذكرت وزارة الخزانة الأميركية أن العقوبات تستهدف أيضاً شركة عاملة في صناعة تعدين عملات رقمية في روسيا، حيث تفيد تقارير بأنها ثالث أكبر شركة في العالم لتعدين العملات الرقمية.
في هذه الأثناء، حذر رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس من أن العالم يواجه "كارثة إنسانية" بسبب أزمة الغذاء الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، قائلاً: "إن الارتفاع القياسي في أسعار المواد الغذائية يدفع بمئات الملايين من الناس إلى الوقوع في براثن الفقر".