الأولى
مافيا سرقة "مجهولي النسب" ... أزمة بلا حل
الأحد 10 أبريل 2022
5
السياسة
* صالح العبدالله: خيطان تشهد حالة من العشوائية واللامبالاة وتنتشر بها بيوت الدعارة* صابر البحيري: التجارة في الأطفال مجهولي النسب انتقلت من جليب الشيوخ إلى خيطان* جمال الراجحي: ازدياد بيوت الدعارة رفع مجهولي النسب* بوحسين: بعضهم يعيشون في خيطان وجليب الشيوخ والصليبية* سالم الحمود: الداخلية استحدثت البصمة الوراثية ورغم ذلك تنتشر سرقة مجهولي النسبتحقيق ـ ناجح بلال:مجهولو النسب كما يتعارف على تسميتهم بـ"اللقطاء" ملف شائك، فصوله متعددة، اسبابه متشعبة، واخر فصوله هو التجارة المنتشرة بهذه الفئة التي لا ذنب له ولا جريمة اقترفتها، جاءت إلى الحياة نتيجة خطأ ممن ليس لديهم وازع من ضمير."السياسة " فتحت هذا الملف الشائك والتقت عددا من المواطنين وفعاليات أخرى للوقوف على أبعاد هذه الآفة الاجتماعية التي طفت على السطح في ظل تزايد بيوت الدعارة سواء في خيطان أو غيرها، والسؤال الذي طرحناه هل وصل الحد لبيع الأطفال اللقطاء لاستغلالهم في التسول وبيع الرقي والفاكهة في الطرقات؟وهل يعقل أن يظل هؤلاء دون إقامة أو شهادة ميلاد إلى مالا نهاية؟ ورغم أن الكويت تهتم بشريحة مجهولي النسب وتعاملهم معاملة راقية وتمنحهم الجنسية وتنفق عليهم شهريا حتى وإن بلغوا سن الرشد، فإن على الطرف المقابل انتشرت مافيا تتاجر بهؤلاء المظلومين لاستغلالهم في جانبين على الأرجح، التسول، وحين يكبرون تشغيلهم بأي عمل واخذ كل مايتقاضونه، ليعيش هؤلاء مآسي تبدأ من ولادتهم ولا تنتهي بعد أن يشبوا، فيدفعون ثمن خطيئة لم يرتكبوها. بداية يقول المواطن صالح العبدالله إن منطقة خيطان تشهد حالة من العشوائية واللامبالاة وتنتشر بها بيوت الدعارة، لافتا إلى أن الأطفال اللقطاء من الزنا يعيشون في المنطقة بلا أوراق ثبوتية، ويرعاهم بعض الأسر الوافدة المعدمة من أجل استغلالهم في التسول أو البيع في إشارات المرور.أما صابر البحيري فقال، إن التجارة في الأطفال اللقطاء انتقلت من جليب الشيوخ إلى خيطان، مشيرا إلى وجود مافيا تبيع هؤلاء الأطفال للنساء المتسولات للمتسولين اللاتي يجبن بهم المقاهي أو الدخول إلى العمارات والطرق على أبواب الشقق، لافتا إلى أن هناك من يبحث ليلا للعثورعلى أي مولود لقيط ويبيعه لمحترفي التسول دون أن يبلغ الشرطة.أضاف أن هذا اللقيط يظل بلا شهادة ميلاد حيث يتم استغلالهم في التسول وبعد أن تصل أعمارهم لسبع سنوات يتم نشرهم في الشوارع لبيع المحارم الورقية عند إشارات المرور، وبيع الرقي والفواكه في شوارع المناطق السكنية، مطالبا أجهزة الأمن بترصد خيوط شبكة تجارة اللقطاء خصوصا أن الكويت لديها دار رعاية لمجهولي النسب ويتم التعامل مع هؤلاء اللقطاء باهتمام فضلا عن أن اللقيط عندما يصل لسن الشباب يحصل على الجنسية الكويتية.بدوره، قال المواطن بوحسين، نعم هناك لقطاء يعيشون في خيطان وجليب الشيوخ والصليبية، ويعملون في ورش صبغ السيارات والبنشر ويعيشوا بلا أوراق، وهناك بعض البدون يأوون هؤلاء الأطفال لاستغلالهم في المستقبل. من جهته، أشار المواطن جمال الراجحي إلى أن الأطفال اللقطاء يزدادون مع تزايد بيوت الدعارة في المناطق العشوائية في خيطان وحليب الشيوخ وحولي والمهبولة وغيرها، مبينا أن من يتم تسليمهم للشرطة أقل بكثير والبقية يتم بيعهم للمتسولين ولفئة من معدومي الضميرحيث يقومون بتربية هؤلاء الأطفال لاستغلال الفتيات منهم في أعمال البيوت، اما الأولاد فيتم استغلالهم للعمل في ورش النجارة وغيرها ويذهب أجر هؤلاء الأطفال للأسر الغير كويتية سواء الوافدة أوالبدون. من جانبه، قال رئيس اتحاد شركات المقاولات الكويتية د.صلاح بورسلي إن "أبناء الزنا بانتشروا في معظم المناطق العشوائية في الكويت ومنها خيطان على وجه الخصوص وجليب الشيوخ والعديد من المناطق الأخرى، لافتا إلى أن هناك عمالة سائبة تعيش في حرمان جنسي لبعدهم عن زوجاتهم ولهذا يلهثون خلف الشهوات غير الشرعية خصوصا وأن الكثير منهم من فاقدي النزعة الإسلامية وبعضهم من ديانات غير سماوية ولهذا لايتورعون عن ارتكاب المعاصي وتكون النتيجة أطفال لقطاء يتم إلقاؤهم في الشوارع والقليل منهم يتم إيداعهم في دار الرعاية والبقية تتلقفهم أيدي مافيا تجارة اللقطاء في الكويت.وذكر د. بورسلي، أن مافيا تجارة اللقطاء يبحثون بصورة دائمة حول المساجد، حيث إن معظم اللقطاء يوضعون أمام أبواب المساجد، مشيرا إلى أن تزايد بيوت الدعارة يؤدي حتما لانتشار تجارة الأطفال اللقطاء.وأفاد بأنه يعرف طفلا من هذه الشريحة عمره 8 سنوات ويعطف عليه الكثير من الناس، مبينا أن معدومي الضمير يستغلون الأطفال اللقطاء في التسول وفيما بعد يتم إجبارهم على العمل من أجل استغلال مايحصلون عليه من أجر.رأي قانوني يرى المحامي وعضو لجنة حقوق الإنسان بجمعية المحامين الكويتية سالم الحمود أن وزارة الداخلية تقوم بدورها واستحدثت في السنوات الأخيرة تحليل البصمة الوراثية للقطاء للتعرف على هوية والديهم، مضيفا أن الإشكالية الكبرى تكمن في مافيا سرقة اللقطاء فهم يجوبون الشوارع ليلا للبحث عن اللقطاء لبيعهم للمتسولين.وأشار إلى أن المناطق العشوائية في الكويت أو جليب الشيوخ تعج بأطفال لقطاء ومنهم شباب وصبية ولا يحملون أي أوراق ثبوتية ويتم التعامل معهم على أنهم من غير محددي الجنسية.رأي اجتماعي طالب الخبير في العلوم الاجتماعية المدرس في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. حامد العيسى بضرورة ملاحقة كل بيوت الدعارة والسلوكيات الغير أخلاقية الشاذة في المجتمع حيث أن كثرة الزنا تؤدي لزيادة عدد الأطفال اللقطاء، مبينا بأن الكويت تقدم رعاية كبرى وغير عادية لمجهولي الوالدين وطبقا للمادة 3 من المرسوم الأميري رقم 15 للعام 1959 يمنحون الجنسية حيث تنص تلك المادة على أن "يكتسب الجنسية الكويتية كل من ولد لأبوين مجهولين" إلى آخر المادة المذكورة.وذكر العيسى أن أحد أسباب نتشار عدد اللقطاء في المجتمع الكويتي العمالة الوافدة وعلى الأخص العمالة المنزلية بالدرجة الأولى حيث يمارسون الجنس مع بعضهم وهناك الكثير من العاملات المنزليات يهربن من بيوت أبارب العمل لتعملن في مهنة الدعارة ،لأنها تحقق لهن عوائد أعلى كما أن هناك بعض أرباب العمل يعتدون جنسيا على الخادمات وتكون النتجية لقيط يرمى في الشارع خوفا من الفضائح. وبين أن هناك فئة من العمالة الوافدة العربية (العزاب) تتزوج عرفيا بفلبينيات أوآسيويات خلسة من خلف أسرهم وإذا أنجبت الزوجة أو العشيقة ذات الورقة العرفية يتم إلقاء المولود في الشارع. رأي ديني قال الداعية الإسلامي الشيخ عواد الظفيري: إن الإسلام حرص على رعاية اللقيط دون تبنيه، مشيرا إلى أن من سرق لقيطا لمصلحته الشخصية من أجل التسول به أو أن يعمل هذا اللقيط كخادم لديه فهذا حرام شرعا لأن اللقيط مسلم حر ويجب أن يحفظ له قدره. وشدد الظفيري على ضرورة تسليم اللقطاء للدولة لأنها خير حافظ لهم خاصة وأن دولة الكويت ممثلة في دار الرعاية الاجتماعية تهتم بتربية مجهولي النسب بل وتمنحهم الجنسية الكويتية في المستقبل ولذا فالدولة هي الأحق برعايتهم.