ماما أنيسة

طلال السعيد

السيدة المحترمة والمربية الفاضلة أنيسة جعفر، ولها اسم آخر تحبه ويحبه ويقدره ويعرفه كلّ اهل الكويت من دون استثناء، فمن منا لا يعرف «ماما انيسة» هذه المربية الفاضلة؟ اما آن الاوان لتكريمها؟ فهذه المربية الفاضلة التي تعتبر الان أمّا لجيل كامل من الكويتيين، فمن منا في طفولته لا يعرفها ويحبها ويحتفظ بصورتها ويتابع برامجها التي غرست في نفوس أطفالها، أطفال الكويت كلهم من دون استثناء، حبوا الكويت وأرضها، من واقع محبتها الكبيرة لهذا الوطن، حتى اصبحت رمزا من الرموز الوطنية الكويتية؟ فلا يكاد يذكر الاعلام الكويتي الا وتذكر ماما انيسة، وليس هناك امرأة او رجل من جيلنا الحالي لم تكن ماما انيسة اما له في طفولته، فماذا بعد؟ وماذا تنتظر الجهات الرسمية حتى تكرمها؟ لقد أعطت من دون بخل وبكل قوة وكرم لهذه الارض الطيبة، وكانت صاحبة رسالة وطنية عظيمة، فقد حملت الكويت في قلبها الكبير، وأعطت بما فيه الكفاية، ولَم يتم تكريمها كما يجب، مع الاسف الشديد.نحن يهمنا جدا ان تشعر هذه الشخصية المهمة والأم الحنون بمكانتها في قلوب الكويتيين من خلال تكريم يليق بشخصها الكريم، فلن يهمها اذا رحلت في يوم من الايام التكريم ما لم تشارك وتسعد به وتشعر ان ما قدَّمته لم يذهب ادراج الرياح، فقد تعودنا هنا في الكويت ان لا نكرم مبدعينا الا بعد رحيلهم فقط،اما وهم على قيد الحياة فلا!!
نعلم علم اليقين ان الجائزة الحقيقية والتكريم المهم الذي حصلت عليه ماما انيسة هو حب اهل الكويت لها،ومكانتها العظيمة في قلوب اجيال من الكويتيين،ولكن كل هذا لايكفي ولايغني عن التكريم الرسمي، لانها تستحق وكل كويتي يشهد بذلك، ولعلها تكون سنة حسنة أن نكرم في ذكرى الاستقلال والتحرير من كل عام شخصية تستحق التكريم على مستوى الدولة، وتتولى الامر لجنة تشكل من الثقات الذين يحسنون التقييم بعيدا عن الحسد والمحاباة،لتحفيز الاخرين على العطاء لصالح الوطن. فهل يصدق احد ان ماما انيسة لم يتم تكريمها حتى الان؟ وما اكثر الذين في مكانة هذه السيدة الفاضلة ولَم يتم تكريمهم أيضا،ومنهم العملاق سعد الفرج وهو الباقي من الزمن الجميل،وتبقى مشكلتنا الأزلية اننا نكرم من يفد الينا ومن يرحل منا، وننسى ابناء الوطن الذين على قيد الحياة...زين.