الدولية
ماي تجتاز هزيمة رفض اتفاق "بريكست" المذلة بثقة مجلس العموم
الأربعاء 16 يناير 2019
5
السياسة
لندن، عواصم - وكالات: بعد ساعات من هزيمتها المذلة برفض البرلمان اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، واجهت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي اختبارا آخر، بتصويت البرلمان على سحب الثقة من حكومتها في ساعة متأخرة من ليل أمس، ولكن وسط توقعات بعبورها الاختبار بأغلبية نيابية مريحة. وأكدت ماي ثقتها في أن حكومتها ستحظى بثقة مجلس العموم، خلال التصويت الذي جرى في ساعة متأخرة من ليل أمس على سحب الثقة منها. وشددت ماي في كلمتها أمام المجلس ردًا على اقتراح سحب الثقة الذي تقدم به حزب العمال المعارض، أنها بعد التأكد من كسب التصويت ستحدد كيف ستمضي الحكومة فيما يتعلق بالمناقشات المستقبلية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".وفي إطار توقعات عبورها جلسة طرح الثقة المسائية بأغلبية نيابية مريحة، قال جاكوب ريس-موج الذي يرأس مجموعة من نحو 80 نائبا محافظا معارضا "بريكست": "لم أسمع عن أي نائب برلماني محافظ لن يدعمها".وذكر زعيم "الحزب الديمقراطي الوحدوي" في البرلمان نيجل دودز، ووزير الخارجية السابق بوريس جونسون، الذي استقال اعتراضا على اتفاق ماي أنهما سيدعمانها في التصويت بشأن الثقة. وفيما فتح كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه الباب أمام إعادة فتح المفاوضات بشأن العلاقة المستقبلية بين الاتحاد وبريطانيا، إذا تنازلت ماي عن بعض الخطوط الحمراء، مؤكدًا أن اتفاق "بريكست" الذي رفضه النواب البريطانيون أمس "غير قابل للتفاوض"، توالى تعبير زعماء الاتحاد الأوروبي عن الصدمة، محذرين من خروج فوضوي لبريطانيا من الاتحاد.وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن بريطانيا ستكون الخاسر الأكبر اذا تركت الاتحاد الاوروبي دون التوصل الى اتفاق، مضيفا ان "خروج بريطانيا غير المنظم من الاتحاد الاوروبي أمر مخيف للجميع".من جانبه، أعرب وزير المالية الألماني أولاف شولز عن مخاوف الاتحاد الاوروبي، قائلا: "هذا يوم مرير بالنسبة لأوروبا... نحن مستعدون بشكل جيد ولكن خروج بريطانيا سيكون الخيار الاقل جاذبية بالنسبة لكلا الطرفين".أما رئيس الوزراء الهولندي مارك روتا فاعرب عن اسفه لنتيجة التصويت، قائلا: إن "هولندا والاتحاد الاوروبي لا يزالان داعمين للاتفاق، لكنهما سيواصلان الاستعداد لجميع السيناريوهات".وفيما رأى المحللون انه لا خيار امام الاتحاد الاوروبي الآن سوى الانتظار والترقب، طالب بعض السياسيين في الاتحاد بإجراء استفتاء ثان في بريطانيا.وحذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر من ان تصويت البرلمان البريطاني ضد مسودة الاتفاق زاد من خطر الانسحاب غير المنظم لبريطانيا من الاتحاد الاوروبي.بينما أعرب كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي لشؤون خروج بريطانيا من الاتحاد ميشيل بارنييه، عن أسفه الشديد، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يخشى أكثر من أي وقت مضى أن تخرج بريطانيا بشكل فوضوي من الاتحاد.من جانبه، قال زعيم الاشتراكيين في البرلمان الاوروبي أودو بولمان، ان "خروج بريطانيا اصبح الآن على بعد 10 اسابيع فقط ونحن في حاجة ماسة الى طريقة لكسر الجمود". أما مجموعة نواب (الخضر) في البرلمان الأوروبي فقالوا: إن "هذه الهزيمة المدمرة لتيريزا ماي لا يمكن اعتبارها ازمة، ولكنها فرصة للخروج من الطريق المسدود في البرلمان البريطاني، واستفتاء الشعب حول خروج بلاده من الاتحاد الاوروبي".بدورها، قالت وزيرة الشؤون الأوروبية الفرنسية، ناتالي لوازو أنه سيكون "من الممكن قانونيا وتقنيا" تمديد الموعد النهائي وهو 29 مارس المقبل لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.