الجمعة 27 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
مباحث الإقامة!
play icon
الأخيرة

مباحث الإقامة!

Time
الثلاثاء 15 أغسطس 2023
View
92
السياسة

زين وشين

تكاد تكون ادارة مباحث الاقامة في وزارة الداخلية هي الادارة الوحيدة التي نتابع نشاطها بشكل يومي، ونفرح بضرباتها المتوالية على مكاتب الخدم الوهمية، التي تدار من مخالفي قانون الاقامة، والخدم الهاربين.
كذلك الضربات الموجعة لممارسي الرذيلة، واوكار الفساد، والاعمال المنافية للاخلاق العامة، واعراف المجتمع الكويتي في اماكن تجمعات الوافدين.
وهذا بالتأكيد جهد مشكور لهذا الجهاز النشط، لكن الواضح ان "الشق اكبر بكثير من الرقعة"، فكل احصائية تخرج علينا تقول ان ارقام المخالفين اكبر بكثير من الاحصائية الرسمية التي تصدر عن نشاط، وضبطيات مباحث الاقامة!
المرعب حقا ان هناك احصائية نشرت اخيرا تقول ان هناك 27 الف شخص دخلوا البلاد بـ"كرت زيارة"، ولم يغادروا البلاد فأين ذهبوا، وهل انشقت الارض وابتلعتهم، ام ان مساحة دولة الكويت الشاسعة جدا التي تفوق مساحة السعودية والجزائر معا دور في اختفاء 27 الف زائر، لم تتمكن الاجهزة المختصة من القاء القبض على واحد منهم، خصوصا اذا عرفنا جنسيات هؤلاء المختفين من الزوار، الذين اصبحت الكويت وطنا بديلا لهم، خصوصا من دخل الكويت منهم بتأشيرة تجارية وتحول "متسولا"؟
احصائية اخرى اكثر غرابة من السابقة، تجعلنا نتأسف على الحال الذي وصلت اليه بلادنا، تقول الاحصائية المرعبة ان هناك 179 ألف وافد مطلوبون امنيا، ولم يلق القبض على واحد منهم حتى الان.
فاذا كانت هذه الاحصائية صحيحة، والارقام دقيقة، فماذا نقول اكثر من الكلام الذي قلناه، ولا زلنا نقوله، ونردده، عن ضعف القبضة الامنية، وضعف هيبة الدولة؟
ويعلم الله عز وجل لو ان هذا الرقم لكويتيين مطلوبين لرأيتهم ما بين نظارات المخافر والتوقيف والسجن المركزي، في اقرب وقت، فقط لانهم مواطنون، ويمكن الاستدلال على اماكنهم، اما الوافدون فقد وصل عددهم الى 175 الفا، وهو قابل للزيادة، ولم تتمكن الجهات المختصة من القاء القبض على عشرة فقط منهم، هذا اذا كانوا لا يزالون داخل البلاد ما لم يمكنهم "حراس الثغور" من الهرب؟
نشعر بالالم، ونحن نقرأ تلك الاحصائيات، او بالاصح تلك التركة الثقيلة التي اثقل بها بلدنا، نتيجة اهمال وتخاذل حكومات سابقة، ونحن كمواطنين ليس بيدنا لاحل ولا ربط، حتى وان قالوا كل مواطن خفير، إلا انهم لايأخذون بكلامنا، ولا يسمعون منا، ولايتقبلون نصائحنا، ولايريدون تعاوننا معهم مع شديد الاسف، وياليتهم في المقابل ينظفون البلاد من المخالفين والمطلوبين!
على سبيل المثال لا الحصر، "سوق الجليب" المخالف تتم مداهمته بصورة شبه دورية، وخلال ثلاثة ايام من المداهمة يرجع كما كان في السابق، كذلك الحال في خيطان والمهبولة، وعند المساجد بعد صلاة الجمعة، في بعض المناطق التي يكثر فيها الوافدون، وفي الكويت العاصمة حولوا محطة تجمع الباصات، والمنطقة التي حولها الى ساحات للعب القمار بشكل مستفز، ومن دون خوف، فهل يصعب تطويق المنطقة، وتفتيشها بشكل دقيق والقاء القبض على المطلوبين؟
اما في سوق الجمعة فحدث ولا حرج، ما ان تغادر اخر سيارة شرطة السوق الا وخرج الاشقاء الوافدون من جحورهم، ضاربين بكل القوانين عرض الحائط، فإلى متى يستمر الوضع على ما هو عليه، أليس الاجدر بمن يتحدث عن تعديل التركيبة السكانية ان يتعامل من تلك الارقام التي تدعو للقلق… زين؟

طلال السعيد

آخر الأخبار