مباحث للمرور!

طلال السعيد

لم تعد الادارة العامة للمرور تشتغل نهائيا، فالتكييف مغر في هذه الايام الحارة، والبركة بما يصل الادارة من فيديوهات يرسلها الغيورون من المواطنين الحريصين على المصلحة العامة، ثم تقوم ادارة المرور بالمخالفة بموجب ما ورد بالفيديو.
وللعلم فالادارة لا تأخذ بكل ما يصلها من فيديوهات، بل تختار ما يتداوله الناس بقوة، ويتردد صداها عبر منصات التواصل، أما الباقي فيتم مسحه.
كذلك فهم لا يتعبون انفسهم بالرد على كل ما يصلهم، مع الاسف "ما لهم خلق"، ولا يهم نهائيا ان يتطمن المرسل او المشتكي ان رسالته قد وصلتهم!
طبعا هم بكيفهم يردون ما يردون انت وحظك وحسب المزاج، وليس هناك متابعة ولا مراقبة، وليس هناك عمل مؤسسي فقد تعودنا ان يكون "السيستم" عطلان حين لايريدون العمل!
وكل ما نراه في الشارع هي مجرد دوريات تقول للمسؤولين "نحن موجودون بالشارع، ليس الا، ولا تستبعد ان ترى الدورية متوقفة تحت جسر لا تهش ولا تنش، يمرها المخالف او السيارة المطلوبة ولا تستوقفها، او ترى الدورية متوقفة عند البقالة تستخدم المايكرفون للطلبات!
كل غيور على مصلحة وطنه اصبح مباحث للمرور يصور ويبعث في محاولة يائسة من المواطنين لفرض هيبة الدولة، التي هي شبه مفقودة بعد ان استمرأ "كبار" مسؤولي المرور جلسة المكتب تحت التكييف، خصوصا ان الحرارة في الخارج لامست الخمسين درجة، فأصبح الجلوس تحت التكييف أهم من فرض هيبة الدولة على مستخدمي الشارع، وعن الحلال والحرام، يأخذون ببعض ما يصلهم من فيديوهات لذر الرماد في العيون، فتصوير المواطنين مستمر بغياب الرقابة، وهناك مواطنون يصورون ويرسلون بعدها تتم المخالفة، ان لم يتم المسح!
بالمناسبة أتحدى وكيل المرور اذا كانت هناك معاملة تصدير مركبة تنتهي بيوم واحد، او معاملة فحص وتجديد كذلك، بينما العمليات هذه كلها في دول الخليج لا تستغرق سوى دقائق!
لكن المشكلة فينا، وفي قوانيننا التي لا تقبل التطور، وبالمسؤولين الذين يحبون رؤية الطوابير امام مكاتبهم، والواسطات تتوالى عليهم!
الله يقوي الغيورين من الكويتيين الذين اصبح المخالف من الوافدين يخاف منهم اكثر من شرطة المرور الغارقين في سبات عميق، وقديما قيل اذا صلح الرأس فلا على الجسد بأس، ولا اعتقد ان هذا القول المأثور خرج من فراغ...زين.

[email protected]