الدولية
مبادرة فرنسية - سعودية لمُعالجة الأزمة بين الرياض وبيروت
السبت 04 ديسمبر 2021
5
السياسة
بيروت ـ "السياسة":أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، عن مبادرة فرنسية سعودية لمعالجة الأزمة بين الرياض وبيروت، كاشفا في مؤتمر صحافي في ختام زيارته إلى السعودية، عن اتصال قام به وولي العهد السعودي الأمير بن سلمان معاً برئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي.وقال ماكرون: "قطعنا التزامات للبنان لدعم الإصلاحات وإخراجه من الأزمة والحفاظ على سيادته"، مضيفا أنه حصل على تعهد من السعودية بأنها ستلعب دورا اقتصاديا في لبنان عندما تنفذ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الإصلاحات المطلوبة منها.وأضاف: "نريد بذل كل الجهود لكي يتم إعادة فتح الاقتصاد والتبادلات التجارية لصالح لبنان، وسأجري غدا اتصالا هاتفيا بالرئيس ميشال عون"، موضحا أن "الأمير محمد بن سلمان أبلغنا بأنه تم الأخذ بعين الاعتبار مطالب السعودية المتعلقة بتهريب المخدرات من لبنان، وموضوع استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي".في غضون ذلك، ومن خلال المعلومات المتوافرة لـ "السياسة"، أن استقالة قرداحي لا يبدو أنها ستحدث خرقاً في جدار الأزمة القائمة بين لبنان والدول الخليجية الأربع، باعتبار أنها نقطة في كم الخلافات الهائلة بين الطرفين، منذ أن أصبح لبنان يسبح في البحر الإيراني، من خلال إمساك "حزب الله" بمفاصل القرارات، وبالتالي فإنه استناداً للمعلومات، فإن الاستقالة التي يشتم منها رائحة صفقة داخلية بين القوى السياسية، أكثر منها محاولة جدية لإصلاح العلاقات مع الخليج، وسط تزايد الحديث عن أن صمت "حزب الله" على استقالة القرداحي، الذي يرجح أن يخلفه وضاح الشاعر، كممثل لـ "تيار المردة"، أو بالأحرى السماح له بالاستقالة، قد يكون ثمنه رأس المحقق العدلي في جريمة انفجار "المرفأ" القاضي طارق البيطار، في ظل حديث عن تخريجة يعمل عليها في جلسة مجلس النواب الثلاثاء المقبل.وأكدت أوساط ديبلوماسية خليجية بارزة لـ "السياسة"، أن "حصر الأزمة بقضية القرداحي فيه تبسيط للأمور بشكل نافر، وهو أمر يدركه المسؤولون اللبنانيون الذين يتعامون عن حقيقة المشكلة القائمة منذ سنوات، عندما أصبح لبنان منصة إيرانية لاستهداف السعودية والدول الخليجية. ولذا فإن استقالة وزير الإعلام لن تقدم أو تؤخر، طالما استمر حزب الله في سياسته العدائية بطلب إيراني، للمملكة والدول الخليجية الأخرى" .وفي ختام محادثاته في قطر، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "سأبحث خلال جولتي في المنطقة الأزمة بين لبنان ودول الخليج".وأضاف، "لا بد للحكومة اللبنانية أن تستأنف العمل من أجل تطبيق الإصلاحات المطلوبة".وأشار ماكرون إلى أن "استقالة الوزير جورج قرداحي ستفتح الباب أمام إمكانية إعادة المبادلات بين لبنان والمملكة العربية السعودية".وقد اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أن "استقالة الوزير كانت ضرورية بعد الأزمة التي نشأت مع المملكة العربية السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي". وختم رئيس الحكومة بيانه بالقول: "إننا إذ نبدي اسفنا لما حصل سابقًا وأن يكون صفحة من الماضي قد طويت، نتطلع الى اعادة العلاقات الطبيعية بيننا وبين الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، على قاعدة الاحترام والمحبة وحفظ سيادة كل دولة وأمنها وخصوصيتها وكرامة شعبها". وقال وزير الزراعة عباس الحاج حسن بخصوص العلاقات مع المملكة العربية السعودية، "نطمح لأن تكون كما كانت عليه دائما عبر أفضل العلاقات. الجميع في لبنان يريد مع المملكة أطيب العلاقات الواضحة والشفافة والندية والتي تضمن مصالح البلدين والشعبين والمستهلكين والمزارعين في البلدين الشقيقين".إلى ذلك، رأى النائب نهاد المشنوق، أنَّ "لبنان محكوم من حزب إيراني"، مُشدّدًا على أنّه "آن الأوان للمواجهة السياسية من قبل السياديين بوجه حزب الله وحلفائه"، ومؤكداً أنه "يجب اتخاذ القرار لتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني".وطالب المشنوق بـ "استقالة الرئيس نجيب ميقاتي".من جهته، قال الوزير السابق أشرف ريفي، عبر "تويتر"، "استعادة لبنان لعلاقاته العربية والدولية، لا تكون بخطوة استعراضية بل بمعالجة الأسباب".وقال الوزير المستقيل القرداحي، إن عبء وزارة الإعلام، كان كبيرا على كاهله.وذكر قرداحي، أنّه أقدم على خطوة تقديم استقالته من منصبه كوزير للإعلام في بلاده، بعد تفكير عميق ومشاورات مع كل حلفائه وأصدقائه، ووجد أن الوقت بات مناسبا لمثل هذه الخطوة، خصوصا مع اقتراب زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، القادمة إلى السعودية.وذكر، أنّ الرئيس الفرنسي عرض على القيادة في لبنان التوسط مع السلطات السعودية، بهدف إعادة استئناف علاقات المملكة مع لبنان، مشيرا إلى أن مبادرة ماكرون طيبة، ومن واجب لبنان المساعدة ودعم جهوده، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار الاستقالة استباقا لزيارته.