متحف الغزو

طلال السعيد

الشارع الكويتي ضعيف الذاكرة، سريع النسيان، والبعض يصفه بالمتسامح.
وكل هذا مقبول، لكن مهم جدا ان لا يكون ذلك على حساب الذاكرة الوطنية، التي يجب علينا ان ننميها بشكل دائم، فكيف لنا ان ننمي الروح الوطنية في جيلنا الحالي، او الاجيال القادمة، وننمي فيهم الوطنية والشعور بالولاء والانتماء لهذا الوطن العزيز، ونحن نحاول بشتى الطرق ان ننسى، ونتجاوز جريمة غزو الكويت من قبل القوات العراقية ونظامها البائد، ونتجاوز، ولا نذكر ونتذكر بطولات الشعب الكويتي وتضحياته الكبيرة، وعصيانه المدني الذي اذهل العالم كله، وشهداءه، رجالا ونساء، والملحمة الكبرى غير المسبوقة في العالم، المتمثلة بالتفاف الشعب الكويتي حول قيادته، سواء في الخارج او الداخل، واستبسال الحكومة الكويتية بالخارج التي كان شغلها الشاغل تحرير الكويت، وقد نجحت بتشكيل تحالف غير مسبوق بتاريخ العالم حيث شكلت ذلك التحالف العظيم من 44 دولة حتى تم تحرير الكويت!
الموجع والمؤلم ان ليس هناك متحف مخصص للغزو، وليس هناك "بانوراما" كويتية عن الغزو العراقي الغاشم، منذ بدايته حتى التحرير!
على سبيل المثال، لا الحصر، قليل جدا من الناس في الكويت او خارجها من يعلم ان القوات الجوية الكويتية الباسلة التي لم تكن على اهبة الاستعداد اسقطت ما يزيد على خمسين طائرة غازية باعتراف، مسجل بالصوت والصورة لقائد سلاح الطيران العراقي.
وقليل جدا من الناس من يعلم ان هناك معارك جرت بين الجيش الكويتي والغزاة تكبد الغزاة فيها خسائر فادحة، مثل معركة الجسور، كذلك قليل جدا من يعلم عن معركة "جيوان"، التي استبسلت فيها دبابات الجيش الكويتي الباسل، وكبدت الغزاة خسائر فادحة، قبل ان تنسحب.
والمعركة التي لا تنسى هي معركة معسكر المباركية التي دافع فيها الحرس الوطني الكويتي دفاعا مستميتا، واستطاع صد الغزاة حتى وردت الاوامر بالانسحاب حين حل الظلام، وكانت خسائر الغزاة اضعاف اضعاف خسائر الحرس الوطني.
ثم بعد ذلك جاء دور قوات التحالف، ومعارك التحرير واندحار الغزاة وبطولات الكويتيين الصامدين، وبطولات الكويتيين الذي دخلوا مع طلائع جيوش التحرير، وغيرها من الحكايات الكثيرة والكبيرة التي نسيها الناس، وبعضها مات رواتها، فهل نترك بطولات شعبنا عرضة للنسيان؟
أليس من الواجب علينا كلنا، بمن فينا اصحاب القرار، ان نخصص متحفا مع بانوراما للغزو والتحرير يخلد بطولات شعبنا...زين.