الأحد 11 مايو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

متخصصون لـ"السياسة": التنمر سلوك عدواني يؤدي إلى جرائم

Time
الأربعاء 13 يوليو 2022
View
5
السياسة
* بن برجس: السلاح بيد العسكر يتطلب الكشف النفسي عليهم كل ستة أشهر حماية لهم وللآخرين
* رحيل: عادة خطيرة بدأت تتفشى في السنوات الأخيرة تقتضي علاجاً ناجعاً قبل أن تفتك بالمجتمع
* الكندري: عادة سيئة تؤدي إلى جرائم تتمثل في السب والإيذاء الحسي والمعنوي والإخلال بحرمة الجسد
* الحسيني: ضرورة تفعيل كل المؤسسات المجتمعية لمعالجة تزايد الجريمة والسخرية من الآخرين


تحقيق ـ ناجح بلال:

الأضحى السعيد أمسى "حزيناً"، عائلات عدة عاشت أياما مأساوية، تضامن معها كثير من المواطنين والمقيمين.. مشاعر الألم غمرت القلوب، فغصت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعبير عن شدة المصاب، إزاء جرائم ومشاجرات شهدتها هذه الأيام الفضيلة، التي يفترض أنها أيام فرح وصلة ومباركات بين الناس.. وساد الشارع الكويتي حزن وهو يتناقل أخبار عمليات قتل حدثت، سواء في هذه الأيام المباركة، أو مستذكرا ما مضى من أيام، فقد أحيت جرائم "العيد السعيد" جرائم مماثلة سابقة، وقعت في شهور وسنين مضت، دفعت المغردين للتساؤل عن الأسباب، وماهيتها، ولماذا تزداد الجرائم في أيام العطلة، فيما يجب أن تكون مليئة بالسعادة، فلا تنقلب بؤسا وتعاسة..
"السياسة" التي هالها ما حدث.. انضمت إلى الشارع متسائلة عن الأسباب الحقيقية وراء أقدم جريمة في التاريخ.. وطرحت السؤال المهم الذي تداوله كثير من الناس: هل التنمر يقود فعلا إلى القتل؟ كما طرحت أسئلة أخرى مهمة باتت تتردد على الألسن في كل مرَّة تتكرر فيها المآسي: "ما الأسباب التي تساهم بتزايد معدلات الجريمة في المجتمع الكويتي؟ وما المطلوب للحد من العنف في البلاد؟ وما هو دور المؤسسات المجتمعية لدحرها أو على الأقل للحد منها؟".. "السياسة" حملت هذه الأسئلة وغيرها ونقلتها الى عدد من المتخصصين، الذين شددوا على أهمية التوعية بمخاطر التنمر بكافة أشكاله، فضلا عن مخاطر المخدرات، والعمل على مساعدة الأبناء تربويا وعلميا للحد من انتشار العنف، من خلال غرس القيم النبيلة في نفوسهم، ليشبوا على العادات والتقاليد الأصيلة التي تربت عليها الأجيال الماضية.

خطر يهدد المجتمع
الاستشاري النفسي د.فلاح رحيل رأى في بداية حديثه أن التنمر لم يصبح ظاهرة، أقله حتى الآن، في مجتمعاتنا العربية، ومنها الكويت، غير أنه "على وشك" أن يكون ظاهرة، لذا يفترض أن نسلط الأضواء على هذه الصفة الذميمة الخطيرة، التي بدأت تتفشى في بلادنا في السنوات الاخيرة، وتقتضي علاجا ناجعا قبل أن تفتك بكثير من أفراد المجتمع.. ما ينذر بأن الآتي من المستقبل أكثر رعبا.
ولفت د. رحيل إلى أن هناك فرقا بين التنمر والعنف، رغم أن الأول قد يقود للثاني، فالعنف قد يحدث بشكل محدد حسب الموقف، إلا أن التنمر بات عادة متكررة، يمارسها بعض الناس وكأنها شيء عادي وطبيعي، واصفا التنمر بأنه نوع من الاستقواء على الآخرين، قد يكون لفظيا أو جسديا، معنويا أو حسيا، ومنه الاعتداء جسديا أو نفسيا، وهو يكون جنسيا، مباشرا أو عبر الوسائط الإلكترونية الحديثة، كما قد يكون مستمرا ومتكررا... ومن هنا تكون خطورة التنمر لما يتركه على الواقع عليهم من إيذاء جسدي ونفسي.
وقال إن الشخصية المتنمرة تتكون في الغالب نتيجة تنشئة خاطئة من قبل الوالدين، من خلال أسلوبهم في التربية، مشيرا إلى أن الشخصية المتنمرة توصف في واقعها بأنها شخصية ضعيفة وجبانة، لذلك تختار أن تبحث عن الشخصيات الخجولة والمستسلمة لتتنمر عليها بشكل مباشر، ولا تجرؤ في كثير من الحالات على التعرض للشخصيات القوية المؤثرة، وقد تمارس التنمر بشكل خفي.
وشدد على ضرورة العمل من أجل معالجة هذه المشكلة الاجتماعية، التي قد تؤدي لعواقب كثيرة، ومنها ما تردد عن جريمة قتل وقعت خلال عيد الأضحى المبارك، وأدى إلى حزن شديد في الشارع الكويتي.
وحذر د. رحيل من خطر يهدد المجتمع في حال تجاهل هذا الأمر، على المديين القريب والبعيد، ما يستلزم إجراءات سريعة، واقعية وفعالة.

المخدرات دافع رئيس
يلتقط الباحث في الشؤون الاجتماعية أحمد بن برجس طرف الحديث ليدعو من جانبه إلى دراسات تحدد الأسباب والحلول، فلا يمكن السكوت على ما جرى، وترك الحبل على غاربه، فقد "بتنا نشهد زيادة في حدة الجرائم"، عازيا ذلك بشكل رئيس إلى "انتشار المخدرات"، ومن هنا لم يعد مسموحا تجاوز المشكلة أو التغافل عنها، إضافة إلى "العديد من الدوافع الأخرى التي من أبرزها التنمر الزائد عن الحد، الذي يدفع المتنمر عليه بالثأر لنفسه"، معتبرا أن بعض الناس لا يتحملون مثل هذه الضغوطات النفسية المتنوعة.
وبين بن برجس أن "الدية" أصبحت موضوعا للتباهي عند البعض، كونها تظهر "الفزعة والعصبية"، ويرى أنها "تؤدي حتما إلى استسهال الدماء"، محذرا من أنها دافع أيضا لزيادة الجريمة، لأن القاتل يجد من يقف معه، لذا "على الدولة أن تقضي على هذا الأمر حتى لا يفلت الجاني من العقاب".
وذكر أن الجريمة المؤلمة التي وقعت أول من أمس "تستوجب النظر إليها بعناية ودقة"، ويجب أن تفتح الباب لإتمام الكشف النفسي على العسكريين مرة كل ستة أشهر على الأقل حماية لهم وللآخرين، لأن السلاح بأيديهم دائما، ويمكن أن يصاب الإنسان بمرض نفسي دون أن يدري.

جريمة مكتملة الأركان
المحامي سالم الكندري أوضح من جانبه أن التنمر بحد ذاته جريمة يعاقب عليها قانون الجزاء رقم 16 لسنة 1960، مبينا أنه "سلوك عدواني" يؤدي لجرائم تتمثل في السب أو القذف المعاقب عليها بالمادة 210.
وقال الكندري: ومن أشكالها أيضا؛ الضرب، أو الإيذاء، الحسي أو المعنوي، أو الإخلال بحرمة الجسد المعاقب عليها بالقوانين.
وأوضح أن القانون يعاقب كذلك على التنمر حتى بين الأصدقاء في المدرسة، مبينا أن التنمر أصبح في المجتمع جريمة مكتملة الأركان ويزيد من البغضاء بين أبناء المجتمع، موضحا أن الشريعة الإسلامية نهت عن الغمز واللمز وكل أشكال السخرية من الآخرين.

تفعيل المؤسسات
من جانبه، طالب الخبير في العلوم الاجتماعية د. عدنان الحسيني بضرورة تفعيل كافة مؤسسات المجتمع المدني لمعالجة إشكالية تزايد معدلات الجريمة وتزايد التنمر والسخرية من الآخرين، خاصة وأن المجتمع الكويتي لم يكن هكذا في السنوات الماضية.
وأفاد د. الحسيني بأن تزايد معدلات الطلاق يحرم الأبناء من التربية المستقيمة، وبهذا تزداد الجريمة التي يسبقها دائما التنمر، مشددا على العمل لتوعية المجتمع بأهمية وقف التنمر بكافة أشكاله، مع ضرورة معالجة اشكالية العنف بين الأبناء في المدارس، من خلال غرس القيم النبيلة في المناهج الدراسية، ليشبوا على العادات والتقاليد الأصيلة التي تربت عليها الأجيال الماضية.


مغردون: عذر أقبح من ذنب ويجب معاقبة القاتل

أثارت جريمة قتل العسكري على يد زميله العديد من المواقف بين المغردين، واعتبر أغلبهم أن التنمر ليس عذرا للقتل، ودعوا إلى معاقبة الجاني.. وهذا نموذج لمئات التغريدات التي نشرت في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر":

بوفهد @waleesdaj:
"أمر غريب.. عسكري قتل زميله وسلم نفسه، هل ينطبق في زمننا هذا قول النبي عليه الصلاة والسلام: لا تقوم الساعة حتى يقتل الرجل أخاه، لا يدري فيم قتله".

ديانا القباني @q_qabbani:
"عذر اقبح من ذنب.. مو عذر يقتل عسكري ويخون الأمانة ويخون اخوان وزملاء العسكرية عشان استهزاء و تنمر، يا حساس يا مراهق.. وياليت رصاصة وحده طائشة، هذا متعمد كذا طلقه لين تأكد إنه مات شنو هالغل والحقد".

Omar Buhimed @Omaroq8:
"عسكري ما تحمل تنمر شلون بيتحمل الحرب وتعذيب العدو لا سمح الله، المفروض يكونون مهيئين لتحمل أقسى ظروف الحياة وأصعبها هذي العسكرية، نصيحة للجميع لا تتنمر وتطنز حتى من باب الدعابة ما تدري شنو داخل كل واحد ومشاكلة".

أماني حفيدة حامد @i_colors:
"قلنالكم فحص مخدرات دوري.. عيل عسكري يزعل من غشمرة أو تنمر ويقتل زميله؟؟ هذا شلون يدافع عن الوطن ؟؟؟". #ضد_المخدرات

شيخة @sheee5a_444:
"الغريب بالموضوع أن في ناس تعطي عذر للقتل، تخيل أن المقتول يقرب لك كنت بتعذر القاتل، وإذا تنمر عليه شخص ثاني بيقتله، واخوه تنمر عليه شخص بيقتله، صج فوضى، هذا قتل النفس اللي حرم الله، يا تنتقل أو تتنمر عليه، لكن أقتل إنسان وأنهي حياته وعنده أهل وممكن عيال، هذه من علامات يوم القيامة".

منار اقصى اليسار
@thedivineisback:
"أول شي ميانه وطنازة وضغاط، بعدين تنمر، وينتهي الموضوع بجريمة قتل. المجرم مش بريء ويجب محاسبته ومعاقبته ولكن بالمقابل الطرف الاخر واي شخص يستهزئ "بالتنمر" لازم يعرف مدى خطر هذا التصرف، وبنفس الوقت؛ القتل واحد".

خالد الكويتي khaled_22m_k@
"أذكر صارت نفس الشي تنمر في احد مراكز الاطفاء وحصلت جريمه قتل بين زملاء العمل، احذروا من التنمر والاستهزاء".

حنظل @T_n_Te
" الغشمرة لها حدود ونفسية الإنسان أحيانا لا تتقبل خاصة إذا كان الشخص يمر بظروف قد لا تعلمها..".
#قتل_عسكري
آخر الأخبار