الثلاثاء 16 ديسمبر 2025
14°C
تحقيق - ناجح بلال:في 28 مايو من كل عام يحتفل العالم بيوم صحة المرأة العالمي، وفي هذه المناسبة تحدث إلى "السياسة" مجموعة من الأطباء والمختصين بصحة المرأة وجمالها، فبينوا أن المرأة كائن لطيف يحتاج لمعاملة إيجابية، فكما أن كلمة طيبة واحدة يمكن أن تملأ قلبها بالسعادة وتقودها للتميز والإبداع الأسري والاجتماعي، فإن كلمة واحدة جارحة يمكن أن تهدمها، مؤكدين أن دور المرأة الكبير في المجتمع يحتم على الجميع تقديرها واحترامها، فهي تؤدي العديد من المهام في البيت وخارجه، لذا من الأهمية معاملتها أفضل معاملة، لأن ما تنشره من طيبة وسلام حولها يستوجب تقديرا واحتراما، لا معاملة سيئة تحبطها وتؤثر على نفسيتها، وربما أدى ذلك لأمراض صحية غير متوقعة. الاستشاري النفسي د. حامد الزامل افتتح الحوار بالتأكيد على أن رعاية صحة الإنسان عموما تبدأ من الطفولة إلى البلوغ، والمرأة تحتاج عناية خاصة في طفولتها من خلال الأسرة، وبعد زواجها يجب على زوجها أن يؤمن لها كل ما من شأنه الحفاظ على صحتها.وقال د. الزامل إن المرأة تحتاج إلى رعاية أكبر من الرجل لأن طبيعة جسمها مختلفة، فهي تمر بتغيرات هرمونية في مختلف مراحل عمرها، ولا سيما خلال فترات الحمل والرضاعة، وبعد التقدم بالعمر وانقطاع الطمث، لذا فإنها قد تتعرض، في حال عدم الاعتناء بصحتها، لبعض الأمراض، مثل أمراض الثدي وشرايين القلب التاجية.ودعا في مناسبة اليوم العالمي لصحة المرأة جميع الأزواج لمعاملة زوجاتهم بأفضل معاملة من اللين والهدوء والابتسام، حتى تخيم السعادة الدائمة داخل المنزل، وتعيش الزوجة بلا منغصات تؤثر على نفسيتها، لاسيما أن العامل النفسي الجيد يلعب دورا كبيرا في صحة المرأة وسعادتها، لافتا إلى أن العامل النفسي السلبي الناتج عن توتر المرأة وغضبها يفرز داخلها هرمون الأدرينالين الذي يؤثر مباشرة على عضلة القلب. المزيد من العطاءيلتقط أخصائي الأمراض الجلدية والتجميل وجراحة الجلد د. محمد عبدالله طرف الحديث ليؤكد أن للعامل النفسي دورا كبيرا في حياة الإنسان وصحته وجماله، معتبرا أن للمرأة المعاصرة أدوارا عديدة تؤديها بطيب خاطر، سواء في البيت أو العمل، أو في خدمة المجتمع، وهي تحاول بكل جد التوفيق بين المتطلبات والواجبات وإيقاع الحياة السريع، مع محافظتها على أنوثتها وجمالها، لأن الأنوثة والجمال يمنحانها شعورا بالثقة بالنفس، ما يدفعها لتقديم المزيد من الإبداع والعطاء لكل من حولها.وشدد د. عبدالله على أن المرأة رغم كل الجهود التي تقوم بها فهي تسعى دائما للحفاظ على صحتها ورشاقتها وجمالها، لكن المشكلة تأتي عندما يضعها المجتمع تحت ضغوط مستمرة للمنافسة أو المقارنة مع أخريات كصديقاتها أو قريباتها، أو مع فتيات الموضة، وشهيرات مواقع التواصل الاجتماعي، محذرا من أن هذا الأدمان المعاصر المستجد قد يدفعها لتقليد نجمات الفن وما يعرف بـ"الفاشينستات" وغيرهن ممن تلاحقهن الأضواء.ورأى أن هذا سيؤثر حتما على صحة المرأة النفسية، كما يؤثر على من حولها، معتبرا أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، مبينا أن الضغوط قد تبدأ من أعمار صغيرة كسن المراهقة أو حتى الطفولة المبكرة، بسبب مقارنات الأهل أو حب التقليد لمن هم أكبر سنا.لكنه في المقابل لفت إلى أن هدف كثير من الفتيات من وراء عمليات التجميل واستخدام البوتوكس والفيلر المحافظة على مظهر أكثر شبابا وحيوية، وليس مجرد اتباع الموضة، لأنها تتغير بشكل دائم.واعتبر د. عبدالله أن دور طبيب التجميل أن يشرح للمرأة ما يناسبها وما تحتاجه بالفعل فما قد يصلح لإحداهن قد لا يصلح لأخرى، كما أن طبيب التجميل يستمع لما تريده المرأة وما تشكو منه، فقد تطلب أحيانا بعض الإجراءات بسبب ضغط مقارنة أو تعليق سلبي في البيت أو العمل، وأحيانا بداعي الملل أو الرغبة في التجديد، لكن الطبيب لا يستجيب للطلب الذي لا يراه مناسبا أو قد يؤدي لمضاعفات صحية أو نفسية.ودعا المرأة بالمناسبة إلى أن لا تسمتع للأقاويل وكل ما يعرض عليها للحفاظ على جمالها، قائلا إن الطريقة المثلى تكون بأن تحدد المرأة شكواها الرئيسية وملاحظاتها ثم تسأل طبيبها عن العلاج المناسب، وما الذي تحتاجه، وماذا عليها أن تفعل للمحافظة على صحتها وجمال بشرتها؟ونصح المرأة بترتيب أولوياتها للحفاظ على بشرتها، لأنَّ كثيرا من النساء العاملات لا يجدن متسعا من الوقت للعناية الكاملة ببشرتهن، فمن خلال ترتيب الأولويات يمكن أن يخصصن وقتا ولو لدقائق معدودة يوميا للمواظبة على خطوات العناية بالبشرة، فمنع وقوع المشكلة أفضل بكثير وأقل تكلفة من تأجيلها أو تجاهلها، وقديما قالوا "درهم وقاية خير من قنطار علاج".وقال: لا مانع من استخدام المكملات الغذائية والفيتامينات إن كان أكل المرأة غير صحي، أو إذا كانت تعاني من مشكلة صحية، لكن يجب أن يكون ذلك لفترة محدودة وتحت إشراف ومتابعة طبية والأفضل، هو اتباع أسلوب أكل صحي ومتنوع، وبالتالي نستغني عن المكملات الغذائية. وأوصى المرأة بأن تتبع أساليب الحياة الصحية بصورة متوازنة لبشرة صحية، ومنها النوم الكافي والطعام الطازج المتنوع وشرب السوائل بكمية مناسبة، وممارسة الرياضة، والرضى عن النفس بالابتعاد عن المقارنة والتقليد، مؤكدا أنها بذلك تستطيع الموازنة بين بشرة صحية وقوام متناسق وروح معنوية عالية.