مجزرة "المعمداني"… ضمير العالم مات!
إسرائيل تحاول التنصّل… وروسيا تطالبها بالدليل… و"الجهاد" تنفي… وعباس: لن تمر دون حساب
غزة، عواصم - وكالات: كتلة من النار وبركة دم… أشلاء ممزقة وأحشاء خارج الأجساد وضحايا بلا رؤوس… كل هذا ليس مشهداً من فيلم رعب من انتاج هوليوود الأميركية، بل واقع شهده العالم ليل أول من أمس، من إنتاج الكيان الغاصب، موقعه مستسفى المعمدانييي في غزة، وبطله طيران جيش الاحتلال الذي ارتكب محرقة أمام ضمير العالم الغائب، راح ضحيتها نحو 500 شهيد و600 جريح، والحصيلة في ارتفاع مع مواصلة الطواقم الطبية انتشال الأشلاء من موقع المذبحة، والتي جاءت عشية زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الذي زعم فور وصوله إلى تل أبيب أمس، أنه يشعر بالغضب والحزن العميق، لكنه غسل يد الاحتلال، بالقول: يبدو أن الجانب الآخر وراء ذلك وليس أنتم، أردت الحضور إلى إسرائيل حتى يعرف من فيها والعالم بأسره أننا نقف مع إسرائيل، ومستمرون بتقديم الدعم لها.
من جانبها، اتهمت مصادر فلسطينية الاحتلال بتعمد استهداف المستشفى بشكل مباشر، في جريمة حرب ما كان ليرتكبها لولا الضوء الأخضر الأميركي والغربي لمواصلة جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ومنحه رخصة مفتوحة لقتل الفلسطينيين.
بدورها، أكدت المقاومة الفلسطينية أن الاحتلال الفاشي الذي هدد مستشفى المعمدانييي بالقصف مع 22 مستشفى ومركزاً طبياً آخرين، بمن فيهم من أطقم طبية ومرضى وجرحى، وقتل نحو 25 طبيباً مع عائلاتهم من بين ثلاثة آلاف فلسطيني خلال عدوانه، هو المسؤول المباشر عن المجزرة المروعة التي نفذها مستخدماً قوة نارية أميركية لا تتوفر إلا لديه، وكل رواياته منذ الساعة الأولى لوقوعها أكاذيب وافتراءات.
وقالت حركة "الجهاد" إن إسرائيل تحاول التنصل من مسؤوليتها عن المجزرة الوحشية، من خلال توجيه أصابع الاتهام نحوها، مؤكدة أن الاتهامات باطلة لا أساس لها وأنها لا تستخدم دور العبادة ولا المنشآت العامة، ولا سيما المستشفيات، مراكز عسكرية أو لتخزين الأسلحة أو لإطلاق الصواريخ.
وفيما قالت الخارجية الروسية إن الهجوم على مستشفى المعمدانييي جريمة مروعة، مطالبة إسرائيل تقديم صور الأقمار الاصطناعية لإثبات عدم تورطها، اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الاستهداف جريمة حرب بشعة لا يمكن السكوت عنها أو أن نجعلها تمر بدون حساب، قائلا إن أي كلام غير وقف الحرب لن نقبل به من أحد، مضيفا "أنها جريمة لا تغتفر وبذلك تكون حكومة الاحتلال تخطت كل الخطوط الحمر ولن نسمح لها بالإفلات من المحاسبة والعقاب"، مطالبا المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، مشددا على أن السلطة الفلسطينية لن تسمح بنكبة جديدة في القرن الواحد والعشرين، ولن تقبل بأن يهجّر الشعب الفلسطيني مرة أخرى، وأنه سيقوم بكل ما يلزم لوقف حمام الدم في غزة وفي الضفة الغربية.
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في خطاب تلفزيون إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الهجوم على المستشفى في غزة، مؤكدا أن واشنطن وفرت الغطاء للهجوم الإسرائيلي.
في المقابل، حاول جيش الاحتلال التنصل من المسؤولية نافيا تورطه، مواصلا مطالبته سكان غزة بالانتقال إلى جنوب القطاع حيث ستتوافر المساعدات، على حد زعمه، زاعما أنه لم تكن هناك هجمات مباشرة على مستشفى المعمدانيي ولا توجد حفر ولا شيء يشير إلى أن ذخيرة جوية تسببت في انفجاره، ولا أضرار هيكلية للمباني المحيطة بالمستشفى.
في الأثناء، أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة ارتفاع عدد القتلى جراء الضربات الإسرائيلية على غزة إلى نحو 3300 قتيل، منذ بدء الحرب، مضيفة أن عدد المصابين وصل إلى نحو 13 ألفاً، مطالبة المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل على جريمتها في مستشفى المعمدانييي، موضحة أن مستشفيات قطاع غزة تعاني نقصاً حاداً في الإمدادات الطبية الأساسية.