المحلية
مجلس الأمة... البرلمان العربي الوحيد من دون "نون النسوة"
السبت 12 ديسمبر 2020
5
السياسة
* الرفاعي: كنت أرفض تماماً تطبيق نظام "الكوتا" لكن بعد النتائج أؤيد ذلك "ألف في المئة"* الجاسم: الجو السياسي العام أصبح قبلياً متشدداً وإسلامياً محافظاً ولم تعد هناك ليبراليةأصبح مجلس الأمة 2020، مجلساً بلا حضور نسائي، ليكون بذلك البرلمان العربي الوحيد المكون من العنصر الذكوري فقط، وهي من المفارقات المثيرة للتساؤلات في الحياة البرلمانية إذ أن النساء يمثلن أكثر من نصف عدد الناخبين إلا أنهن لم يثقن في أي مرشحة من بين 33 امرأة تنافسن في مختلف الدوائر، لتمثلهن في قاعة عبد الله السالم. وأعرب عدد من المرشحات عن حزنهن للغياب التام للعنصر النسائي، وكذلك عن خيبة أملهن الشديدة لعدم نجاحهن في الفوز ولو بمقعد واحد في المجلس رغم أنهن يتمتعن بثقافة واسعة ويحملن مؤهلات علمية عالية وبعضهن أساتذة في الجامعة.وأشرن إلى أن النتائج المخيبة لأمالهن، جعلتهن يفقدن الثقة في قدرة المجتمع على تغيير الواقع الحالي غير المؤيد للتواجد النسائي في مجلس الأمة، وأن الجو المسيطر هو جو قبلي، متشدد، محافظ، إسلامي، حتى النواب الحضر كانوا يخافون من التعبير عن ليبراليتهم، حتى انتفت الليبرالية من الجو العام السياسي في الكويت، ليصبح لدينا إسلام سياسي ومحافظون.وقلن في تقرير نشره موقع "بي بي سي" بالعربية، إن مجلس الأمة لن يتأثر وحده بغياب العنصر النسائي، بل ستتأثر الكويت كلها، وأضفن رجعنا إلى الوراء بعدما تداول البعض فتوى تحرم إعطاء الصوت لامرأة بناء على تفسير لحديث "ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"؛ كما طالت الشائعات بعضهن.وتقول المرشحة المحامية عذراء الرفاعي "محزن أننا في عام 2020 ولا توجد عندنا امرأة واحدة في البرلمان، كانت خيبة أمل، معظم المرشحات يحملن شهادات عليا، ولديهن برامج انتخابية مميزة، لكننا خُذلنا يوم الاقتراع"، مشيرة إلى أنها بعد أن كانت مصرّة على رفض آلية "الكوتا"، غيرت رأيها تماما بعد ظهور النتائج.وأضافت "كنت أردد أننا في دولة ديمقراطية ويجب أن يكون لدينا حق الإدلاء بأصواتنا عن اقتناع، كنت أقول إن المرأة الكويتية تتمتع بثقافة وفكر عال، واعتقدت وجود قبول للتصويت لامرأة، لكن بعد هذه التجربة تغيرت قناعاتي ألف بالمئة؛ فالمجتمع غير متقبل بعد، ويمنع المرأة من المشاركة، وهذا إهدار لحقي الإنساني بأن أمارس العمل السياسي، ولم أتوقع حربا بهذه الشراسة"وتؤكد المرشحة استاذة الفلسفة بجامعة الكويت، د. شيخة الجاسم، أنها شعرت بالصدمة من نتائج الانتخابات - رغم أن عدة مؤشرات في المجتمع كشفت عدم الميل لانتخاب نساء للمجلس، وبغياب النساء عن البرلمان "لن يتأثر مجلس الأمة وحده، بل ستتأثر الكويت كلها، رجعنا إلى الوراء بسبب عدم وجود تمثيل نسائي".وتشير الجاسم، إلى أنها المرة الأولى التي تقرر فيها الترشح للبرلمان، ولم تكن لديها، ولا لدى فريقها المسؤول عن الحملة الانتخابية، خبرة سابقة في هذا المجال. وأرادت الترشح لأنها شعرت أنه بإمكانها تقديم شيء للبلد، كما أن الجو العام الذي سيطر على الكويت في السنوات الماضية لا يعبر عنها". وأوضحت أن الجو العام أصبح قبلياً، متشدداً، محافظاً، إسلامياً، حتى النواب الحضر كانوا يخافون من التعبير عن ليبراليتهم، تقريبا انتفت الليبرالية من الجو العام السياسي في الكويت، وأصبح لدينا إسلام سياسي ومحافظون، صرنا نشهد رقابة مشددة على كل المطبوعات (..)، عانينا طيلة السنوات السابقة من انحدار المستوى الثقافي عموما". وتقول: إنها كانت تتوقع بعض "المعارك" ضدها، كالنبش عن مقابلات قديمة لها وإعادة نشرها، لكنها لم تتوقع "كل هذه الشراسة في الحرب"، وتعتقد أن مهاجمتها تعود لمواقف سياسية عبرت عنها، وليس بسبب ليبراليتها، مضيفة "سأبقى مهتمة بالسياسة وخصوصا بحقوق المرأة، لكني لم أقرر إن كنت سأترشح مجددا أم لا".