الأربعاء 25 يونيو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

مجلس الأمة... صراع ضرائر

Time
السبت 02 فبراير 2019
View
5
السياسة
سطام أحمد الجارالله

المفترض أن النواب نخبة المجتمع أوهم الذين يرسمون مستقبل الأمة من خلال التشريعات، ويصوبون مسيرة الحكومة عبر الرقابة المستمرة والمسؤولة، غير ان ما حصل في الاشهر الاخيرة، خصوصا في ما يتعلق بمسألة قضائية بحتة، ومحاولات مجموعة من النواب الهيمنة على القضاء عبر السعي الى الغاء المحكمة الدستورية لأن حكما لم يعجب هؤلاء النواب، فذلك يعتبر تعديا واضحا على حقوق الناس، قبل الحق النيابي، لأن النائب بوصفه ممثل الشعب يجب ان يحافظ على حقوق المواطنين، وان لا يكون نموذجا للتعدي على القضاء الذي هو المعيار الاساس في رقي الأمم.
للأسف الشديد ان قضايا كثيرة تعطلت بسبب غياب المسؤولية الوطنية لدى عدد من النواب حصروا دورهم في تقويض السلطات الاخرى،طالما انها لا تنسجم مع تطلعاتهم، وتخلوا عن دورهم الثابت في الدستور واللائحة الداخلية في سلوك لم يسبق ان شهدته اي ديمقراطية حقيقية في تاريخ الدول، ولذلك حين نشعر بالمرارة مما آلت اليه الأمور في الآونة الاخيرة، واننا كمواطنين خدعنا بمن اخترناهم كي يمثلونا في السلطة التشريعية، فإن ذلك يعني ان علينا الحذر ممن سنختارهم مستقبلا كي لا يكونوا اكثر سوءا من الحاليين، لأن عدم المحاسبة يعني القبول بالسلوك النيابي المنحرف، القبول بأن تتحول السلطة التشريعية منفعة شخصية للنائب وليس مهمة وطنية.
هناك الكثير من العمل التشريعي الذي ترك للمجهول، او بالأحرى لم يجر النظر فيه، الى حد ان يشكل المجلس لجنة خماسية لدراسة مشاريع القوانين التي لم ينظرفيها خلال المرحلة الماضية، ولأننا على ابواب انتخابات تكميلية، فإن هذا العمل سيتأجل الى ما بعد الانتخابات، التي لن تكون بعيدة عن الاجازة السنوية للمجلس، اضافة الى ان المجلس سيكون قد اقترب من نهاية ولايته، ما يعني تضييع الوقت بملهاة سوداوية عاشتها الكويت طوال فصل تشريعي كامل.
هذا الهدر في الوقت يقتطع من اعمار الشباب الكويتي الذي يبحث عن بصيص امل في ليل الفوضى الحالك الذي تعيشه البلاد منذ ان انحرفت المعارضة عن المسار الصحيح للمعارضة، كما هو سائد في العالم اجمع، ومنذ ان استسلمت الحكومة للضغوط النيابية، فلا هي ادت دورها ونفذت برنامجها، ولا المجلس ادى دوره، وبالتالي وقع الشعب الكويتي ضحية لصراع الطواحين بين الحكومة والمجلس، وتكبد المال العام خسائر مالية كبيرة كرواتب ونفقات لنواب ووزراء لم يؤدوا دورهم الحقيقي.
ما جرى في الاشهر الاخيرة لا علاقة له لا من قريب او بيعد بالديمقراطية، بل هو صراع ضرائر، اذا جاز التعبير، فيما المفروض ان تكون البلاد خضعت لورشة تشريعية كبيرة طوال اربع سنوات، لكن ذلك لم يحصل، لهذا علينا نحن الشباب ان نتفحص برامج المرشحين جيدا ونحسن الاختيار، لأننا المتضررون من كل ما يجري اليوم، والأجيال القادمة ستدفع الثمن وحدها.
آخر الأخبار