مجلس النواب يعزل رئيسه للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة

شبح فراغ تشريعي بعد فشل "مكارثي" في تجنب الإقالة.. وبايدن يدعو إلى انتخاب بديل سريعاً

واشنطن، عواصم - وكالات: في سابقة هي الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، صوّت مجلس النواب على عزل رئيسه الجمهوري كيفين مكارثي، في خطوة تركت المجلس في فراغ تشريعي حتى التوافق على رئيس جديد، فيما دعا الرئيس الأميركي جو بايدن المجلس إلى انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن.
وصوّت 216 نائباً ضد مكارثي منهم ثمانية جمهوريين مقابل 210 داعمين له ما أدى إلى تنحية رئيس مجلس النواب للمرة الأولى في التاريخ الأميركي. وبعد اجتماعات مغلقة للجمهوريين، أعلن مكارثي أنه لن يترشح للرئاسة مجدداً، وقال في مؤتمر صحافي: "ربما خسرت تصويت اليوم لكني قاتلت من أجل ما أؤمن به. وأنا أؤمن بأميركا. وكان شرفاً لي أن أخدم".
وفيما رفع المجلس جلساته حتى يوم الثلاثاء المقبل بانتظار التوافق على مرشح للحزب يحظى بدعم الأغلبية، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار إن الرئيس بايدن أثبت أنه يسعى دوماً للعمل مع الحزبين في الكونغرس، بسبب التحديات الطارئة التي تواجهها الأمة وهو يأمل أن ينتخب مجلس النواب رئيساً له بسرعة. وكان مكارثي فشل في إسقاط مساعي عزله في المجلس بعد تصويت أولي أسفر عن معارضة 218 نائباً له، منهم 11 جمهورياً مقابل دعم 208 من حزبه، وقرر النائب الجمهوري مات غايتس، طرح مشروع العزل في قرار تاريخي حصل مرة واحدة فقط في الولايات المتحدة منذ 100 عام، يدل على اتساع هوة الانقسامات الجمهورية التي رسخها وصول مكارثي إلى مقعد الرئاسة بعد 15 جلسة تصويت ماراثونية في مجلس النواب بسبب عرقلة صديقه اللدود غايتس.
وما كانت خطوة النائب الجمهوري هذه لتكون ممكنة من دون الصلاحيات التي أعطاها له مكارثي ضمن تسوية توصل اليها معه مقابل صوته الحاسم الذي أوصله إلى رئاسة المجلس، ليصبح غايتس شوكة في خاصرة رئيس المجلس الذي سارع بعد طرح مشروع عزله إلى التغريد بلهجة ملئها التحدي: "ما كانت لنفعل هذا". ليهب غايتس قائلاً على منصة اكس (تويتر سابقاً): ما كانت لقد فعلت هذا للتو.
وقال النائب الديمقراطي جيري كونولي إن الجمهوريين في موقف صعب ويحاولون العثور على شخص يمكنه أن يحصل على الأغلبية. وأوضح أن النائب حكيم جيفريز هو مرشح الديمقراطيين لرئاسة مجلس النواب "والجمهوريون لم يتضح موقفهم بعد"، وتوقع كونولي عقد اجتماع بين أعضاء الحزبين كل على حدة، لاختيار مرشح لرئاسة مجلس النواب.
أما النائب الجمهوري مات غيتس فقال إن أفضل طريقة لدفع الأجندة المحافظة هي المضي قدما باختيار رئيس جديد للمجلس. واتهم غيتس، مكارثي بالتسبب في شلل مجلس النواب، قائلا: إنه لم ينظر في مشاريع قوانين المخصصات المالية. وأضاف أن مكارثي انتهك الاتفاقات التي عقدها معنا في يناير الماضي.
وجاء سحب الثقة من مكارثي على خلفية تمكنه من تجنب إغلاق جزئي للحكومة بفارق ضئيل، عبر إقرار مشروع قانون يحظى بدعم عدد أكبر من الديمقراطيين مقارنة بالجمهوريين. كما أثار مكارثي حفيظة الجناح اليميني المتشدد في حزبه نهاية الأسبوع عندما تعاون مع الديمقراطيين لتمرير اتفاق مؤقت بشأن الموازنة لتجنب إغلاق حكومي.
وانتخب مكارثي رئيسا لمجلس النواب الأميركي في يناير من العام الجاري، بعد 15 جولة تصويت داخل المجلس، وذلك بعد مفاوضات شاقة رضخت بعدها مجموعة النواب المؤيدين للرئيس السابق دونالد ترامب التي كانت تعرقل انتخابه.