كتب - فالح العنزي:قدمت مجموعة كونكورديا الموسيقية المكونة من السوبرانو البريطانية إيما بوراتي وعازف الفلوت البحريني أحمد الغانم وعازفة البيانو من كوريا الجنوبية جيين يوو أمسية موسيقية غنائية رائعة وذلك ضمن حفلات المهرجان الدولي للموسيقى بنسخته الثانية والعشرين، وفاجأت السوبرانو بوراتي الجمهور بإختيارها لأغنية "اعطني الناي"، حيث أجادت الغناء باللغة العربية وبإحساس عال اطرب مسامع جمهور مسرح عبدالحسين عبدالرضا، وتميزت الأمسية الموسيقية بأنها مزجت بين ثلاثي مختلف من حيث الثقافة الموسيقية والغنائية لكن جمعهم الإنسجام والتناغم والروح الواحدة المحبة للموسيقى وان تميز باحترافية كبيرة من عازف الفلوت البحريني أحمد الغانم، خصوصا عندما سنحت له الفرصة للعزف المنفرد فجال بالجمهور وصال في عوالم من الابداع والرقي، لينال التصفيق من قبل حضور الأمسية، الذي تقدمه الأمين العام المساعد لقطاع الفنون د.بدر الدويش ومجموعة من القياديين والدبلوماسيين والمتذوقين للموسيقى، علما بأن الاعلامية الجازي الجاسر تكفلت بتقديم الأمسية عريفا.وتوزعت المقطوعات الموسيقية والغنائية على مدار أكثر من ساعتين خلال الأمسية، استهلت بمقطوعة أندلسية لإميل بيسارد ومن ثم اختارت " كونكورديا" من أعمال تشايكوفسكي مقطوعة "الزهور" من السيمفونية الشهيرة "كسارة البندق" تلتها مقطوعة "دروب الحب" لفرانسيس بولنك ومقطوعة "كارديشي" ذات الايقاع المجري الرقص لماونتي، وأخيرا عزفت الفرقة الثلاثية مجموعة من رقصات التانغو مثل "ليبر تانغو وابليفيون"، المقطوعة السادسة بعنوان "أرابيسك" لكلود ديبوسي، ثم قدم عزف منفردا على آلة الفلوت أبدع فيه البحريني الغانم، قبل أن تبحر بنا السوبرانو إيما بوراتي في أجواء من الفن الشرقي واختارت بعناية فائقة مجموعة من الاعمال الخالدة منها "اعطني الناي" لجارة القمر السيدة فيروز.. إيما الإنكليزية فاجأت الجمهور وكسرت قاعدة "أهل مكة أدرى بشعابها"، فغنت باللغة العربية بإحساس كبير لم نشعر ببعض الهفوات في عدم تمكنها من اللغة لكن عندما يتحدث الإحساس على الجميع ان يسكت ويصمت ويستمتع، ايضا من الاعمال الشرقية عزفت الفرقة الثلاثية مقطوعة " تشيتارا رومانا" للموسيقي إلدو دي لازارو، قبل ان تقدم إيما من جديد تهويدة "ناتا" لمانويل دي فايا، وأخيرا كان مسك الختام مع "كونشير دي" أرنجوز و"أداغيو".
يذكر أن النسخة الثانية والعشرين من المهرجان سوف تختتم أنشطتها اليوم الجمعة بحفل غنائي مشترك يجمع العازف التركي الشهير ايتاش دوغان مع عازف الكمان الفنان الكويتي فيصل شاه الشهير، وكلاهما يملك في رصيده مجموعة من الأعمال المتميزة والرائعة، التي صنعت لكل منهما بريقا من نوع خاص لا سيما انهما يجيدان العزف على مجموعة من الآلات الموسيقية، حيث يحظى ايتاش بشهرة عالمية من خلال تفرده بالعزف على آلة القانون وايضا بعض الآلات الفردية الأخرى، في حين أن السمعة التي يتمتع بها فيصل شاه تجاوزت العربية ويصنف كموسيقي عالمي محترف على آلة الكمان.

"اعطني الناي"