محادثات جدة تشكل مجموعة عمل لصياغة خطة سلام في أوكرانيا

آمال العالم تتجدد بحل أزمة سلاسل الإمداد وإحياء اتفاقية الحبوب… وكييف: صيغتنا للسلام لقيت دعماً كبيراً

جدة، عواصم - وكالات: كشفت مصادر ديبلوماسية أوروبية عن تشكيل مجموعة عمل لصياغة خطة سلام بين أوكرانيا وروسيا، خلال المحادثات التي تحتضنها جدة، فيما قال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إن وفد بلاده اقترح صيغة السلام. ونقلت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية عن المصادر أن المشاركين في المشاورات حول أوكرانيا في السعودية قرروا تشكيل مجموعات عمل لمناقشة نقاط صيغة الرئيس فلاديمير زيلينسكي لتسوية الأزمة، موضحة أن المشاركين في الاجتماع يعتقدون أن احترام وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها يجب أن يكون أساس أي اتفاق سلام، فضلاً عن سيادة ميثاق الأمم المتحدة، قائلة إن موعد اجتماع رؤساء الدول لم يتحدد بعد، لكنه قد يعقد قبل نهاية العام. وفيما اختتمت محادثات مستشاري الأمن الوطني وممثلي نحو أربعين دولة بشأن الأزمة الأوكرانية في مدينة جدة السعودية ليل أمس، بعد أن تواصلت لليوم الثاني على التوالي، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن وفد كييف في الاجتماع الأمني الدولي يعمل على صيغة مقترحة للسلام في بلاده، قائلا "اليوم هو يوم نشط آخر للجهود الدولية. فريقنا الذي يشارك في مدينة جدة السعودية، في اجتماع مستشاري زعماء الدول يعمل على صيغة مقترحة للسلام"، مضيفا "بالمجمل، هناك 42 دولة ممثلة هناك. قارات مختلفة، ومقاربات سياسية مختلفة للشؤون العالمية، لكن الجميع متحدون بأولوية القانون الدولي".
وفيما شكر البيت الأبيض السعودية، معتبرا أن محادثات جدة كانت جيدة وبناءة نحو تحقيق سلام عادل، قال مراسل قناة "سكاي نيوز عربية" إنه عكس اجتماعات كوبنهاغن السابقة، فقد شارك الجانب الصيني في محادثات جدة بحكم العلاقات السياسية والديبلوماسية الممتازة مع السعودية، مشيرا إلى أن الاجتماعات كانت مغلقة وكانت تتم بشكل ثنائي وثلاثي وأيضا على طاولة واحدة بحضور الجانب الأوكراني، موضحا أن طبيعة المحادثات لا تتطلب إصدار بيان مشترك أو إعلان المخرجات، لأن المغزى الرئيسي تقريب وجهات النظر وطرح الآراء للوصول إلى حل سلمي للأزمة.
بدورها، قالت قناة "العربية" السعودية إن الجولة الأولى من مشاورات جدة حول الأزمة الأوكرانية انتهت ليل أول من أمس، ونقلت عن مصدر في الوفد الأوكراني أن بلاده قدمت صيغة للسلام من 10 نقاط، دعمتها دول عدة ولقيت دعما أكثر من الداعمين بكوبنهاجن.
من جهتها، أشادت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بمحادثات جدة، قائلة إن "أي ملليمتر تقدم في اتجاه تحقيق سلام عادل ومنصف يجلب بعض الأمل للشعب في أوكرانيا"، مضيفة أن الرئيس الأوكراني "أوضح مسارا حاسما تماما" في صيغته للسلام.
في المقابل، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن روسيا ستناقش نتائج مشاورات جدة مع الشركاء في مجموعة "بريكس" الذين شاركوا في الاجتماع، قائلا إنه "بالنسبة للشركاء في بريكس الذين تمت دعوتهم وذهبوا إلى هناك، نعم، بالطبع، هناك تفاهم بأنه عقب الفعاليات في جدة، سيجرى تبادل وجهات النظر بيننا وبين المشاركين من بريكس الذين حضروا إلى هناك على مستويات مختلفة".
من جانبه، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف انعدام الحاجة للمفاوضات مع كييف، وأن على العدو الركوع على ركبتيه متوسّلا الرحمة، قائلا إن أي مقترحات للسلام لديها فرصة للنجاح إذا تم استيفاء شروط رئيسية، هي مشاركة طرفي النزاع وهذا الشيء لم يتحقق في اجتماع جدة.
إلى ذلك، يعوّل اقتصاديون على نتائج اجتماع جدة في إحداث اختراق في الأزمة الروسية - الأوكرانية، لصالح مواجهة تحديات شبح الفقر والجوع، في ظل تعثر اتفاقية الحبوب بين موسكو وكييف، مستبشرين بانعكاس إيجابي للاجتماع يعزز سلاسل الإمداد على مستوى العالم، ويعتقد رجل الأعمال السعودي عبد الله بن زيد المليحي أن نتائج مشاورات السلام الأوكرانية ربما تعزز التوجه الإيجابي للاقتصاد العالمي، وتمكن سلاسل التوريد من المرونة الانسيابية، بينما يشدد رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية في جازان عبد الرحمن باعشن على أهمية اجتماع جدة، مؤكدا أن العالم يواجه نقصاً حاداً في سلاسل إمداد الغذاء بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية.