عواصم - وكالات: بدأ ممثلون عن إيران وروسيا وتركيا أمس، محادثات في أستانا تستمر يومين، تتمحور بشأن الهدنة الهشة التي أعلنت قبل عشرة أسابيع في إدلب بشمال سورية.وذكرت وزارة الخارجية الكازاخية في بيان، أن وفوداً من الدول الثلاث الراعية لمسار أستانا إضافة إلى وفد من النظام السوري والمعارضة باشروا جولة المحادثات.وأضافت إن المحادثات التي ستناقش الأوضاع في محيط إدلب، آخر معاقل المعارضة في سورية، ستركز أيضاً على تهيئة الأجواء لعودة اللاجئين والنازحين إضافة إلى إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب. وأوضحت أن الموفد الأممي ستافان دي ميستورا مثل الأمم المتحدة في المحادثات.ومن المتوقع أن تختتم جولة محادثات أستانا اليوم الخميس، وهي الجولة الـ11 منذ بدء موسكو مساع ديبلوماسية مطلع العام 2017.وجرت أمس، لقاءات ثنائية وثلاثية بين مختلف الأطراف المشاركة في الاجتماع على أن تعقد الجلسة العامة اليوم الخميس.وقال مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتيف "يوجد العديد من الأسئلة المطروحة للنقاش، ولكن الوضع في سورية يتحسن تدريجياً نحو الاستقرار"، موضحاً أن "المعلومات الأخيرة تشير إلى نجاح العملية العسكرية بالقضاء على الإرهابيين في منطقة السويداء، وسيتم توسيع العملية العسكرية للقضاء على المجموعات الإرهابية في المنطقة ما بين شرق الفرات والحدود العراقية - السورية". وأضاف إن العديد من المسائل ستبحث في هذه الجولة، بينها اللجنة الدستورية واللاجئين والأوضاع في إدلب.وأجرى الوفد الروسي الذي يترأسه لافرنتييف، مشاورات مع وفد النظام السوري برئاسة الممثل الدائم لسورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.في سياق متصل، قال الأمين العام المساعد لاتحاد القوى السورية سعد القصير إن الجولة الجديدة من محادثات أستانا قد تكون طريقاً للتسوية السلمية، موضحاً أن الاجتماع يمكن أن يصل إلى اتفاق، يؤدي إلى تخلي المعارضة عن كل التوجهات العسكرية والتسليح.على صعيد آخر، أعلن الكرملين في بيان، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي، في الأوضاع في سورية وأن الرئيسين اتفقا على تحفيز الجهود من أجل التوصل إلى الاستقرار في إدلب.
وأضاف "استمرت مناقشة الأوضاع في سورية، وتم الاتفاق على تحفيز الجهود المشتركة لتنفيذ مذكرة استقرار الأوضاع في إدلب، وتم التأكيد على أهمية عمل الدول الضامنة لعملية أستانا للدفع بالحوار السوري - السوري".من ناحية ثانية، قال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل شون رايان إن القوات الأميركية تعتزم إقامة نقاط مراقبة في شمال سورية لمنع مقاتلي تنظيم "داعش" من الفرار من وسط وادي نهر الفرات إلى تركيا. وأضاف إن هذه النقاط ستوفر المزيد من الشفافية، وستمكن تركيا من حماية نفسها بشكل أفضل من عناصر "داعش"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد التشاور الوثيق والتعاون مع تركيا على الصعيدين العسكري والديبلوماسي.في غضون ذلك، أعرب مجلس الأمن القومي التركي أول من أمس، عن رفضه لفرض سياسة الأمر الواقع في سورية، مؤكداً حق أنقرة باستخدام حقها المشروع في الدفاع عن النفس.واعتبر أن "الارهاب الموجود في منطقة شرق نهر الفرات يعد التهديد الأكبر للحل السياسي في سورية".ميدانياً، قتل العشرات من مقاتلي "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في معارك شنها تنظيم "داعش" شرق الفرات في ريف دير الزور الشرقي. وفي ريف حماة، أحبط النظام أمس، محاولة تسلل للمعارضة في ريف حماة الشمال الغربي.وقالت مصادر عسكرية إن التنظيمات المسلحة المنتشرة في إدلب وريف حماة الشمالي تحاول استغلال اتفاق المنطقة منزوعة السلاح لحشد صفوفها وزيادة تحصينها بالتعاون مع الدول الراعية.وفي إدلب، تصدى النظام أمس، لمحاولة تسلل تجاه نقطة عسكرية شمال مدينة محردة "في خرق جديد من قبل الإرهابيين لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب".