الأخيرة
"محتاجين نفرح"!
الخميس 28 نوفمبر 2019
5
السياسة
طلال السعيدفرحة الناس بفوز المنتخب الكويتي في أولى مبارياته على المنتخب السعودي الشقيق لم تكن فرحة طبيعية، او عادية، بل كانت فرحة عارمة، وقد اتضح للجميع ان هذا الشعب الذي عانى الكثير من الإحباطات التي توالت عليه كم هو محتاج لان يفرح، فالشعب الكويتي بطبيعته محب للحياة، مبدع في حياته اليومية، لكن توالت عليه الضغوط التي يراها يوميًا، فتغيرت أحواله، وأصبح اكثر الناس انطوائيين يميلون الى العنف بالتعامل في ما بينهم، حتى ان بعض جرائم القتل حصلت بسبب" خزني واخزك"، او بسبب لعبة تافهة.كل هذا يحصل بسبب إخفاقات متوالية في كل المجالات، منها الرياضة التي كانت تحظى باهتمام ومتابعة كل الشعب الكويتي، الا ان اخفاق منتخبنا الأزرق في دورات عدة جعل الناس تعزف عن متابعة الرياضة، وفي المقابل وسائل الترفيه تكاد تكون معدومة بعد إغلاق المدينة الترفيهية، ومرافق ترفيهية أخرى.فأصبح المواطن الذي لا يستطيع السفر حبيس بيته، هذا خلاف الدور الطويل جدا على الإسكان، والتوظيف في ديوان الخدمة، وفضائح الشهادات المزورة، والمستشارين الوافدين، والميزات التي حرم منها المواطن الكويتي، بينما هم يتمتعون بها، وقلة الأنشطة الأدبية والثقافية والفنية، وإخفاقات المسرح الكويتي الذي كان رائدا في يوم من الأيام، وانحراف دواوين الكويت التي كانت تميز مجتمعنا عن أهدافها الأساسية، الاّ مارحم ربي منها، وانتشار الفساد بشكل مرعب، وخروج الناس للشارع في السابق حتى كادت الكويت تضيع. حتى الأسواق والمطاعم التي اقبل الناس عليها رفعوا إيجاراتها فأغلقت بعض المطاعم ابوابها، وهجر الناس الأسواق، كل هذا وغيره جعل بلدنا تبدو كئيبة، وجعل الناس تبحث عن الفرح باي طريقة كانت، لذلك كانت فرحة الناس بفوز المنتخب فرحة غير عادية، فهل تستطيع الحكومة المقبلة علاج رواسب الماضي في نفوس الناس؟ هذا مانتمناه...زين.