محترفو الأندية ... إيجابيات وسلبيات

خالد العنزي وحسن موسى

تباينت الآراء حول مدى استفادة الاندية من محترفي الالعاب الجماعية، فهناك طرف يرى انه اللاعبين الاجانب أثروا الالعاب، ونجحوا في خلق انتعاشة وترك بصمة ايجابية على اللاعب المحلي، من خلال احتكاكه بهم، والاستفادة من مستوياتهم، ما ادى الى "ارتفاع فني" في بعض الالعاب، بيد ان الطرف الاخر يرى ان تواضع مستوى المحترفين عاد سلبا على اللعبة، حيث ان اللاعب الاجنبي "حجز" مكان لاعب محلي، وبالتالي تراجع مستوى واداء الاخير.
وتسلط الـ"سياسة" الضوء على تواجد المحترفين، ومدى استفادة الاندية منهم، من خلال ردود افعال المختصين بهذا الجانب.

المحترف تكلفته عالية
قال اللاعب السابق ومدرب كرة اليد عباس طه، أن اللاعب المحترف بمعنى الكلمة من حيث المستوى، مكلف جدا، لكنه إضافة للدوري المحلي.
وتابع: "من قبل إقرار قانون مشاركة المحترفين باللعبة، كان الدوري شبه ميت، ومستواه متواضع، إلا أنه وبعد القانون، ارتفع المستوى الفني لدرجات عالية، وظهرت بعض الفرق بقوة أفضل مما كانت عليه في السابق".
وأشار طه، إلى ان الخلل في كرة اليد الكويتية، ليس بوجود او غياب المحترف الأجنبي، بل في عدم اهتمام الأندية بالمراحل السنية، وهي الرافد الرئيسي للفريق الأول، والتي تحتاج إلى اهتمام كبير سواء من حيث تعيين مدربين أكفاء متخصصين بالمراحل السنية والتأسيس بالصورة الحديثة، أو من حيث الدعم المالي والمعنوي.

انتعاشة إيجابية
بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة اتحاد كرة السلة ضاري برجس، أن مشاركة المحترفين الأجانب في مسابقات كرة "السلة" أسهمت بإحداث انتعاشة إيجابية ملحوظة للعبة على مختلف الأصعدة.
وقال: "هناك العديد من الإيجابيات التي تزامنت مع عودة المحترفين لملاعب كرة السلة، منها تطور المستوى الفني للاعب المحلي، وارتفاع المنافسة والندية بين الفرق المشاركة، وزيادة متابعي اللعبة من الجماهير الرياضية".
واشار برجس إلى أن الأمر الذي انعكس إيجابا على تطور الأندية، وهذا ما قد لمسناه جليا بعد فوز الكويت بلقب بطولة الأندية الخليجية الـ 40 لكرة السلة في دبي عام 2021، ومشاركة متميزة لأندية الكويت، وكاظمة، والجهراء في بطولة الأندية العربية الـ 34 لكرة السلة للرجال، التي استضافها نادي الكويت أكتوبر الماضي، وأحرز اللقب كأول ناد كويتي يفوز باللقب، وتألق كاظمة الذي حل بالمركز الرابع في البطولة، بالإضافة إلى المستويات الرفيعة التي قدمها الكويت في منافسات بطولة "السوبر ليغ" لأندية غرب ووسط قارة آسيا، وتمكنه من الظفر بالمركز الثاني بجدارة.
وبين رئيس اتحاد السلة، أن قرار فتح الباب للمحترفين في كرة السلة، لم يخل من السلبيات، مضيفا "لعل أبرزها زيادة الأعباء المالية على الأندية، فقبل انطلاق الموسم الماضي شهدنا اعتذار ناديي الساحل وبرقان عن المشاركة في مسابقات الدرجة الأولى (السن العام)، وفي الأيام القليلة الماضية أعلن ناديي الجهراء والشباب الاعتذار بدورهما للأسف عن المشاركة في مسابقات الدرجة الأولى للموسم 2023-2024، وهذا بمثابة جرس إنذار، ومؤشر خطر يتطلب معه وقفة جادة وسريعة من الهيئة العامة للرياضة، لدعم الأندية التي لا تتوافر لديها فرصة مواتية للاستثمار في منشآتها، لأجل رياضة أكثر تنافسية.

رياضتنا تعاني
من ناحيته، أوضح المدير الفني لطائرة كاظمة الوطني سعد يعقوب، ان الرياضة الكويتية تعاني بكافة الألعاب وبالأخص المحترفين الاجانب، منوها إلى ان وجود 5 محترفين أجانب في فريق القدم واثنان في اليد والطائرة والسلة، أثر كثيرا على مستويات منتخباتنا الوطنية، حيث لم يأخذ اللاعب الوطني حقه ومكانته في الملعب بوجود المحترفين، مؤكدا ان هذا الأمر لا يعد تطويرا بل عبارة عن "شو" لتقوية المستوى الفني للدوري المحلي على حساب مستويات منتخباتنا الوطنية خلال مشاركاتها في الاستحقاقات الخارجية.
وأشار يعقوب، إلى ان وجود محترفين اثنين في لعبة الطائرة، يعتبر عائقا كبيرا في المنتخبات الوطنية، حيث تجلب الأندية المحترفين في المراكز الهجومية ما يبعد اللاعب الوطني المميز عن المشاركة والاحتكاك وزيادة الخبرة، ويجلس على دكة الاحتياط، كون الاندية تريد الفوز دون النظر لاهمية اللاعب الوطني.
وطالب المدير الفني لطائرة "السفير"، إيقاف مشاركة اللاعب المحترف في الكرة الطائرة موسمين متتاليين، لمنح الفرصة للاعب الوطني اللعب بمراكزه، ويكون لدينا جيل قوي ومميز قادر على تمثيل الكرة الطائرة الكويتية خارجيا، على ان يعود للمشاركة في الدوري بعد موسمين، محترف واحد فقط.