الأربعاء 02 أكتوبر 2024
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
"محفل"... عرض فرجوي برؤية معاصرة عن أجواء الأعراس التونسية
play icon
"محفل" في افتتاح مهرجان قرطاج الدولي
الفنية

"محفل"... عرض فرجوي برؤية معاصرة عن أجواء الأعراس التونسية

Time
الأحد 16 يوليو 2023
View
13
السياسة
بدأت فعاليات الدورة الـ 57 من مهرجان قرطاج الدولي، بحفل افتتاح تم تخصيصه لعرض فرجوي بعنوان "محفل" للمخرج التونسي الكبير محمد فاضل الجزيري، الذي قال إنه "عرض يعيد بناء أجواء حفلات الأعراس البدوية في مناطق مختلفة من تونس، ويُثمّن هذا التراث اللامادي برؤية معاصرة، وفيه مراوحة بين آلات تقليدية وأخرى حديثة"، وقد جرت العادة أن يكون حفل افتتاح مهرجان "قرطاج" الدولي تونسياً خالصاً تتكفل وزارة الثقافة بكامل ميزانيته باعتبار أنه ينتج خصيصاً من أجل المهرجان.
وشارك في العرض الغنائي الاستعراضي نحو 120 عنصرا بين عازفين ومنشدين وراقصين ومغنّين من بينهم فنانون مشهورون، وأقبل الجمهور بأعداد غفيرة ملأت مدارج المسرح الروماني في قرطاج، التي تتسع لعشرة آلاف متفرج.
ولأنّ فكرة العرض تقوم حول حفل العرس التونسي البدوي، فقد حضرت فيه الآلات الموسيقية التونسية الإيقاعية التقليدية كالطبل و"البندير"(دف كبير الحجم) والدربوكة، إلى جانب الآلات النفخية وهي القصبة (تشبه الناي) والزكرة والمزود، وهي آلات شعبية محببة للناس.
ومن باب الابتكار والتجديد، قام مخرج العرض فاضل الجزيري، بإدخال آلات موسيقية غربية على غرار القيثارة، ولم يكتف بإدخال هذه الآلات الغربية فحسب، بل أضاف للعرض إيقاعات موسيقية غربية كموسيقى "الروك" لتتداخل مع الموسيقى البدوية التونسية الأصيلة ومع الأغاني والأهازيج الشّعبيّة.
تباينت الآراء حول المزج بين الشعبي التقليدي والآلات العربية ونظيرتها الغربية، حيث تقبل المزج بين الآلات والإيقاعات جانب من الجمهور ولم يستسغه جانب آخر منه، وتباينت ردود الفعل حيال الفكرة، ورفض كثير من الحضور الرؤية المعاصرة للمخرج فاضل الجزيري، ورأى مجموعة من الجمهور والنقاد أن الآلات الموسيقية "الصاخبة" أفقدت العرض هويته التونسية، التي ألِفها وارتبط بها الجمهور، حتى أنها أفرغت عرض "محفل" من طابعه الأصيل، بعد أن غلبت إيقاعات الموسيقى الغربية الصاخبة على بعض المقاطع الغنائية المحببة للحضور".
يذكر أن مخرج العرض محمد الفاضل الجزيري، جاوز السبعين من عمره، وهو من ألمع فناني تونس وله تجارب كثيرة متنوعة بين المسرح والسينما، كما له رصيد وافر في مجال العروض الفرجوية على غرار "النوبة" و"الحضرة" وقد شكل ظهور عرض "الحضْرة" للمرة الأولى على المسرح الأثري في قرطاج خلال العام 1991 حدثاً ثقافياً وفنياً هاماً باعتباره جمع العشرات من العازفين والمنشدين والراقصين في مشهدية فنية مفعمة بالجمالية البصرية والحسية وثرية بمضامينها الموسيقية.
ويسعى الفاضل الجزيري، كصانع لعروض فرجوية مثل "الحضرة" أو "محفل" إلى استحضار الموروث الموسيقي التونسي، وملامسة الذاكرة الجماعية الشعبية في محاولة لإحيائها والتعريف بها، وهو المسكون بتاريخ تونس وأعلامها وقد تجلى ذلك بوضوح في أعماله الفنية سواء بالتمثيل أو الإخراج ولعل أبرزها فيلم "ثلاثون" وأيضا عمله السينمائي "خسوف"، ولكن اجتهاداته الفنيّة في مختلف عروضه تكون دائما مثار جدل ونقاش، وهو ما حصل مع عرضه "محفل" في افتتاح الدورة الـ 57 من مهرجان قرطاج الدولي والتي تستمر حتى 19 المقبل، حيث يحيي حفل الختام الفنان المصري محمد حماقي.

تكريم محمد فاضل الجزيري مخرج عرض "محفل"

آخر الأخبار