كتب - فالح العنزي:عندما يكون لديك مخرج تلفزيوني بفكر البحريني محمد القفاص فتأكد بأن كل قطعة جماد في موقع التصوير ستنطق، لأنها ستخضع الى مخرج حقيقي يعرف تماما رؤيته وستتحول فيه الكلمة من على الورق الى صورة على الشاشة، القفاص يتواجد حاليا في الكويت من أجل تصوير مسلسل "شغف" الذي يجمعه من جديد مع الفنانة هدى حسين.يقول القفاص: "شغف" قصة رومانسية مستحقة، واطلالة جديدة ومغايرة للنجمة هدى حسين، عمل أتوقع أنه لن يقل في قوته عن مسلسل "أمنيات بعيدة"، الذي قدمته مع هدى في رمضان الفائت.دائما يأخذني النص الى بواطن وعوالم بعيدة تمكنني من تقديم رؤية اخراجية تعطي جهد المؤلف حقه وتمنحني القدرة للتعريف عن المشهدية في أداء تمثيلي محترف يتقنه كل عنصر يقف أمام الكاميرا وتتقدمهم الفنانة هدى حسين، وفي "شغف" النص يميل الى السهل الممتنع، صراع نفسي داخلي وليس ظاهرا.وأستبعد القفاص وجود أي سلبيات في تكرار تعاونه مع الفنانة هدى حسين، مؤكدا بأنهما يتوافقان في الكثير من الأفكار المتجددة، وهذا نادرا ما يحدث بأن يكون هناك توافق مشترك يصل إلى 90 بالمئة، منذ أن قدمنا معا مسلسلات "حياة ثانية وعطر الروح وأمنيات بعيدة" كل رؤية اخراجية مختلفة شكلا ومضمونا بحسب المحتوى المطروح، أتمنى في "شغف" تقديم رؤية اخراجية تحظى بإستحسان المشاهدين. كما انني قدمت في رمضان الفائت مسلسل "عذراء" وكل من تابع المسلسل لم يفكر قط بأن المسلسل لذات مخرج "أمنيات بعيدة".موضحا أن الانتقادات التي وجهت إلى مسلسل "عذراء" وأنه استوحى من أحداث مسلسل مكسيكي شهير لم تخرج من اقلام نقاد حقيقيين بل للأسف من مجموعة مراهقين في "السوشيال ميديا" بأعمار دون سن الثامنة عشرة لا يمتون للدرما او النقد بأي صلة.وعن تصديه لإخراج مسلسلين في رمضان أكد المخرج البحريني بأنه من السلبي جدا أن يدخل المخرج في صراع مع نفسه، لأنه بذلك سيخرج منتصرا في عمل ومهزوما في عمل آخر، وهذا ما حدث على الرغم من أني أرى نفسي منتصرا في كليهما، وكل عمل حظي بالمشاهدة المستحقة علما بأن جمهور الشاشة اليوم لم يعد كالسابق بل مثقف بدرجة كبيرة ومتابع للتفاصيل ويدقق على كل صغيرة وكبيرة، لا يمكن تقديم عمل متكامل يخلو من الأخطاء، اليوم أنا أخاطب فئات عمرية مختلفة و"شاطر" من يستطيع أن يرضي كل الأذواق.وعن خلافه مع الكاتبة منى الشمري بسبب مسلسل "أمنيات بعيدة" قال: "احترمها كروائية وكبار الروائيين والأدباء بمن فيهم نجيب محفوظ كان هناك من يستعين به خلال كتاباته الدرامية، الشمري في مجالها الأدبي تفوقني، لكن في الدراما تجربتي تفوقها بـ 25 عاما، وتجربتها لم تتعد ثلاثة أعمال فقط "كحل أسود قلب أبيض" و"لا موسيقى في الأحمدي" و"أمنيات بعيدة"، إذن هي طفلة يجب أن تستفيد من تجربتي وخبرتي وتعاونها معي، منذ أن قرأت النص وضعت أمام الشركة المنتجة ملاحظاتي واشترطت الموافقة عليها قبل أن تدور الكاميرا وهكذا ظهر بصورته النهائية، أنا مخرج لي فكري ورؤيتي بعد قراءة النص، لست مخرجا منفذا فقط، ولتقدم الكاتبة منى الشمري نسختها الأصلية ويكون الحكم للمشاهدين.ورفض المخرج القفاص مقارنة ما يقدم في الدراما الخليجية بما يقدم في الدراما العربية، التي تقوم على امبراطوريات انتاجية ضخمة، وقال يجب أن لا نضع انفسنا في هذه المقارنات رغم ما نقدمه من روائع، لكن الحقيقة لا يمكن أن أخفيها، يوجد فرق كبير وشاسع يحكمه المكان والمادة والامكانات. يوجد لدينا اسماء اكبر من نتاجاتها، لكن للاسف لا نزال لم نقدم طموحاتنا ومازلت اشعر بالحزن عندما يقف امامي ممثل يعيد الجملة عشرات المرات، اقسم بأنني فكرت مرارا بالابتعاد عن الاخراج وندمت كوني خريج الآداب لم اواصل طريقي في مجال دراستي وابتعد عن هذه المأساة التي نعيشها في الدراما الخليجية. عندما اشهد مخرج في تجربته الاولى في فيلم بامكانات ضخمة وموازنة أضخم أشعر بالغبن بداخلي على ضياع سنوات عمري... ماذا فعلت؟!

أثناء تصوير مسلسل "عذراء"