

محمد جابر: "هود الليل" عمل تراثي يكشف خفايا اضطهاد المرأة
أشاد بالجهود المبذولة في المسرح... وأكد أن لكل زمان دولة ورجالاً
فالح العنزي
رغم مشواره الفني المثقل بعشرات الأعمال من مسلسلات وسهرات تلفزيونية ومسرحيات وأفلام سينما، الا أن الفنان الكبير محمد جابر "العيدروسي"، يفضل المشاركة في الدراما التراثية والحقبوية ويستمتع بالأجواء التي تعيده إلى تلك الفترة من التاريخ.
يقول العيدروسي، الذي انتهى من تصوير أكثر من مسلسل تلفزيوني مثل "هود الليل"، الذي تقع أحداثه في ثلاثين حلقة متصلة ومشوقة: هذا العمل مختلف ومغاير عن كل الأعمال التي سبق مشاركتي بها، لا أقول ذلك من باب الترويج له لأن المسلسل سيعرض وسيكون تصريحي شاهدا على ذلك، "هود الليل" يشهد بطولة كوكبة من الأسماء جديرة باستقطاب المشاهدين أمثال عبدالرحمن العقل، زهرة عرفات، سمير القلاف، سلمى سالم، غادة الزدجالي، محمد الشطي، إسماعيل الراشد، عبدالله الفريح، محمد أشكناني، وغيرهم، هذه الاسماء ضليعة في الأعمال الحقبوية والتراثية، لذا كنت أحضر ساعات طويلة في موقع التصوير وأتابع الجهد الكبير، الذي تبذله الجهة المنتجة للعمل من كافة الاحتياجات والاكسسوارات وتوفير مناخ مناسب للمخرج حسين أبل، الذي باتت بصمته واضحة في غالبية الأعمال التراثية.
عن فكرة المسلسل، أوضح العيدروسي: العمل من تأليف الكاتب مشعل الرقعي، الذي حرص على تقديم نص تلفزيوني مكتوب باحترافية مطلقة ثري بالمعلومات والأحداث المشوقة والغامضة، التي كانت سائدة خلال فترة ما ومكان ما، وأجسد في العمل أحد النماذج من الرجال، زوج متسلط، أب قاس على أولاده، جلف في التعامل معهم، تعاني زوجته سلمى سالم، من اضطهاده لها وسوء معشره، حيث يحاول الكاتب مشعل الرقعي، التطرق الى مسألة حساسة تخص قضايا المرأة، لكنها ليست علاقة زوج بزوجته وأولادهما، بل الأمر أبعد من ذلك بكثير، المرأة في تلك الحقبة الزمنية هل كانت تخضع لسلطوية الرجل الذكورية؟ كيف كانت تعبر بأسرتها إلى بر الأمان مع زوج متعجرف، وهل تملك الحق في التعبير عما تعانيه من ظلم؟، هذه الاسئلة تطرحها امرأة تمثل أحد النماذج الانثوية، وكيف يمكن مناقشة مشكلات التفكك الأسري نتيجة استفحال الرغبات المادية وجشع الرجال. ولم يخف العيدروسي، قربه من الأعمال التراثية، وتفضيله لها، وقال: تشعرني بالفرحة، جميع من تعامل مع محمد جابر، يعرف تماما عشقي وامتثالي وانتمائي لهذه النوعية من الأعمال، التي استمتع بها وأمارس فيها دور الناصح والموجه لبعض المفردات أو المعلومات التي كانت دارجة آنذاك، وهذا محل ترحيب المخرج والمؤلف والجهة المنتجة.
وتطرق الفنان العيدروسي، إلى افتقاده المشاركة مع رفيقة دربه الفنانة حياة الفهد، وقال: عندما تعثر أم سوزان، على نص تلفزيوني تراثي فان اسمي يكون على رأس قائمة أبطال العمل ولا يمنعني عنها الا "الشديد القوي" ولا يضرني مساحة الدور من عدمه بدليل ان مشاركتي في مسلسل "قرة عينيك" لم تتجاوز 15 حلقة، فالعلاقة التي تجمعنا فنيا اسمى بكثير ولو كان مطلوبا لمشاركتي مشهدا اضافيا سوف يتم ذلك من دون تردد.
واستبعد الفنان محمد جابر، صاحب الشخصية الشهيرة "الجرسون" في مسرحية "باي باي لندن"، عودة مسرح السبعينيات والثمانينات، مؤكدا أن لكل زمان دولة ورجالا، وقال: مع احترامي الشديد لما يقدم حاليا في المسرح من اجتهادات واضحة وكبيرة من قبل المنتجين والمسرحيين الذين يعتبرون امتدادا لمن سبقوهم، لكن يظل لكل حقبة زمنية ظروفها وتفاصيلها ولا يجب أن نختصر المسرح الكويتي على ما فات فقط، بل توجد حقبة زمنية بعد التحرير قدمت خلالها أعمالا جيدة للفنانين عبدالعزيز المسلم، طارق العلي، حسن البلام والراحل أحمد جوهر، وحتى الجيل الجديد يبهرك بعطائه في المسرح أمثال محمد الحملي ومبارك المانع والكثيرين حتى لا تسقط الأسماء من ذاكرتي.

